صبحا
لم تسع الدنيا "صبحه" عندما تلقت الدعوة من بلدية " صبحا وصبحيه " لحضور حفل التكريم الأول الذي تقيمه البلدية لتنشيط السياحة بعنوان " من صبحه إلى صبحه " وستكون الدعوة شاملة للطعام ومصاريف الباص (السلط- الجعيديه وبالعكس) بالإضافة إلى الظهور في التلفزيون والجرائد اليومية، كانت صبحه تقرأ الورقة ودموعها تنهمر بغزارة، فيما تجمعت عائلتها حولها مستغربين بكاء صبحه ، لم تنبس صبحه ببنت شفة بل قد تورمت شفتيها من " كفوف " أبيها الذي توجس خيفة بان المكتوب من احد "الهمل" معها في الجامعة ، اختلف بعدها الأب مع الأم على الشخص الأول الذي أطلق عليها اسم صبحه ، واحتفوا بها أيما احتفال ، قال أبو صبحه : يسعد ربك يا شيخة ، والله البنت هذي مرزوقة من اسمها , والله انك أخت رجال، وزغردت الأم وأطلق الأخ مهاوش سبع طلقات وصفق الأطفال وغارت الجارات وتنهدت أختها حمده حانقة لان اسمها ليس صبحه.
رضا
اسمي رضا، وأعيش في البتراء ، لا اعني الصخور بل بالمدينة حولها ، إن صح ان اسميها مدينة ، فهي لا تحوي على العاب لامثالي من الاطفال كالتي في عمان البعيدة جدا ، عمان فيها العاب ولا احد يطلب منك العمل منذ الصباح، لقد زرتها العام الماضي مع خالي ، ابي لا يحبني كثيرا ، انه يطلب مني ما ابيعه للسواح الاجانب ، انا رضا عمري خمسة سنوات ، اعمل بائعا لنشرات الادلاء على البتراء ، صدقوني اني مستعد ان ابيع اي شىء من اجل اسكات ابي ومن اجل شراء دراجة هوائية مثل التي رأيتها بعمان، انا ساكبر وارحل من هنا ، ساذهب الى عمان البعيدة ، لا، سأذهب الى مدينة ابعد لربما سوريه، انا رضا اتكلم خمس لغات ولا اخاف من السواح الاجانب، اتوجه اليهم بلغتهم ، كثير منهم يعتذر عن الشراء ولكن المسنون دائما يعطونني بعض الدنانير بدون اخذ الدليل، ابي سائق حصان وامي تبيع عقودا وتحفا امام المذبح، اما اختي فيضربها ابي ان رأها لابسة حذائها الجديد في السيق،
اسمي رضا ولاقول لكم الحقيقة: اين الرضا
بترا
بترا هوفمان – العاملة في إحدى شركات التسويق الألمانية الكبرى- في مدينة برلين بشارع سانتوس ديوخ ، بترا ذات الشعر الأملس وذات الأربعين خريفا تلقت اتصالا صباحيا من زميلتها بترا سميث ذات العيون الخضراء، أعلمتها الأخرى بأنها لن تصدق ما تسمع، وإنها قد تلقت دعوة بعنوان " من بترا إلى بترا" من بلد يدعى الأردن وذلك لتكريمها بسبب اسمها الذي اختاره لها جدها ، وان لدى الأولى أيضا فرصة للمشاركة في هذا التكريم كون اسمها أيضا بترا، وأضافت بان الدعوة ستكون شاملة للإقامة وللتذاكر وأشياء أخرى لا يتسع الوقت لسردها على الهاتف ، المهم ان بترا سميث كانت مهتمة بسؤال صديقتها : بترا ،،، ولكن لم تقولي لي أين تقع الأردن؟