المُستشار الملكاوي يُحاضر في جمعية أصدقاء الشرطة
12-04-2017 11:00 AM
عمون - أكد المستشار السياسي والبرلماني محمد الملكاوي بأن جلالة الملك عبدالله الثاني هيأ الأرضية الثابتة والبيئة الإيجابية قبل وخلال انعقاد القمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميّت؛ مما أسهم بتوافق الزعماء والقادة ورؤساء الوفود العربية على معالجة الملفات الرئيسية المعروضة على جدول أعمالها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
كما أكد خلال محاضرة له في جمعية أصدقاء الشرطة مساء أمس والتي أدارها رئيس الجمعية شاكر حداد بأن مجريات القمّة شهدت بصمات واضحة لجلالة الملك في المصالحات (العربية – العربية)؛ مما أضفى أجواءً توافقية لمعالجة القضايا الرئيسية والأزمات الساخنة والتحديات التي تطغى على منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وشمال إفريقيا.
وأشار المستشار الملكاوي إلى أن قمّة البحر الميت أعادت القضية الفلسطينية إلى تصدّر الملفات العربية المهمّة بعد أن تراجعت منذ عام 2011 بسبب الربيع العربي التدميري والإرهاب الذي يعصف بالعديد من الدول العربية وشعوبها؛ وخاصة في سوريا واليمن وليبيا؛ مما جعل هذه "القضية" في آخر الأولويات.
وقال بأنه بدا لافتاً في أروقة القمّة بأن لقاء جلالة الملك الأول مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والإدارة الأمريكية الجديدة في شباط الماضي كان له وقعٌ خاص على أجندة الزعماء والقادة؛ وتأكيدهم على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية؛ ورفض إقامة المستوطنات الإسرائيلية؛ خاصة في القدس؛ ووقف نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
ولفت الملكاوي إلى أن المرحلة الحالية بالذات تتطلّب توافقاً (فلسطينيا – فلسطينياً) في البيت الداخلي الفلسطيني؛ حتى يتم إعادة طرح مبادرة حلّ الدولتين على الأجندات الدولية والإقليمية بقوّة؛ لأنه بدون هذا التوافق سيبقى "مشروع الدولة" الفلسطينية في مهب الريح؛ وهذا يُعطي إسرائيل مساحة أوسع للمناورة وإطالة أمد المفاوضات العقيمة.
وحول الملفات العربية الأخرى الساخنة في سوريا والعِراق واليمن وليبيا؛ بما فيها الإرهاب قال بأن جلالة الملك أعاد التأكيد بصفته رئيساً للقمة العربية على أهمية التوافق (العربي – العربي) لمعالجة كل هذه الملفات؛ لأن ذلك سيكفل وقف التدخلات الخارجية؛ إضافة إلى نجاح خطط محاربة الإرهاب في منابعه وجذوره؛ إلى جانب عودة اللاجئين إلى أوطانهم؛ وخاصة اللاجئين السوريين؛ وتوجيه الطاقات العربية نحو البناء والتنمية بدلاً من الحرب والموت والدمار؛ التي تخيّم على العديد من الدول العربية وجاراتها.
وأشاد الملكاوي بالجهود التي تبذلها القوات المُسلّحة والأجهزة الأمنية في المُحافظة على أمن واستقرار المملكة؛ مما جعل الأردن يفخر بأن يحتضن القمّة العربية في البيت الأردني العروبي الدافئ؛ وهذا بالطبع مكّن جلالة الملك من إرسال رسالة للأشقاء العرب وللعالم بأنه كلّما كان الزعيم أقرب إلى نبض شعبه؛ فإن باستطاعته أن يواجه التحديات في إقليم ساخن بحكمة؛ ويستطيع كذلك أن يقي دولته وشعبه ويلات الحروب في إقليم ساخن.
كما أن جلالة الملك أرسل كذلك رسالة للعالم بأن فوّهات بنادق الجيش والأجهزة الأمنية لن توجه إلا فقط لحماية الحدود الأردنية من التحديات والأخطار الخارجية؛ لأن القيادة الصادقة هي التي تحمي أرواح الشعب وحياتهم؛ وتوفر لهم سُبل العيش الكريم.
واختمم المستشار الملكاوي حديثه بالقول بأن أخفض منطقة في العالم في البحر الميت شهدت قمّة ذات طموحات وآمال عربية عالية جداً؛ وقد وجه فيها جلالة الملك عبدالله الثاني "البوصلة" مُجدداً إلى أهمية العمل العربي المُشترك على طاولة الجامعة العربية؛ بهدف معالجة كافة الملفات "العربية" بأجندة "عربية"؛ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؛ خاصة وأن العديد من الدول العربية الأخرى ليست مُحصّنة من ارتدادات الأزمات الساخنة في المنطقة وتمدد التنظيمات الإرهاب؛ التي تعيث في الأرض فساداً وإفساداً.
وأجاب في نهاية المحاضرة على أسئلة الحضور الذين مثّلوا العديد من الفعاليات السياسية والنقابية والشعبية والاجتماعية الأردنية وأعضاء جمعية أصدقاء الشرطة؛ التي تركزت حول الملف السوري والإرهاب والوضع الداخلي الأردني.