في الشارع القريب من منزلي , يوجد (جيم نسائي) ..وأنا حين أذهب لعملي في الصباح أشاهد النسوة الصاعدات إلى (الجيم) ..وأيضا حين أعود اشاهدهن أيضا نفس الوجوه لا تتغير..أحيانا يلفت انتباهي , صور وعبارات تضعها النساء على الفيس بوك تقول :- أنا متجهة إلى الجيم ...
ماهي الفائدة من (الجيم) ؟ بالطبع حرق الكوليسترول , الرشاقة , وأيضا الحصول على الجمال ..هذا بالنسبة للمرأة ناهيك عن إزالة الدهون المتراكمة..
لكن الغريب أني أشاهد نفس الوجوه منذ عامين , ونفس النساء ..ولم الحظ أي تغيير يذكر , على العكس فقد تحسنت الأمور أكثر بحيث زادت الأوزان ..وعلى ما يبدو فإن (الجيم) في الأردن الغاية منه هي (العرط) وأحيانا الثرثرة وهو بالمناسبة فاتح شهية جيد ...
الدراسات التي نشرت في الأردن مؤخرا تؤكد أن السمنة والكوليسترول تتفوق على حوادث السير في زيادة نسب الوفاة ..لكن على ما يبدو فإن الجيم فاقم المشكلة , بحيث أصبح فاتح شهية , أكثر منه وسيلة لحرق الكوليسترول.
ما لفت انتباهي , أمس هو سيدة دخلت للبقالة المجاورة واشترت الماء وكانت تحمل بيدها (صفط معجنات) ...وأخرى أرسلت عاملا وافدا يعمل هناك لشراء ... (شاورما) , والغريب في الأمر أنهن يقمن بوضع سياراتهن في زوايا البناية ...بحجة التأخر عن الموعد , وهذا يربك مرور السيارات الأخرى .
في النهاية (الجيم) هو نوع من البريستيج , ليس أكثر ...وهو مكان مهم من أجل انتاج (الثرثرة) وإبداء الرأي في معجنات السبانخ , وهل كمية السماق التي وضعت مع الحشوة كافية أم غير ذلك ...وأحيانا يتم الحديث , عن سوق ما يقوم ببيع مخلل (زهرة) بأسعار زهيدة .
زمان كانت الأمهات لا يحتجن (للجيم) لأن المنزل بحد ذاته, يشكل عملا ورياضة مهمة , فالجلي يقوي عضلات اليد .. والنظافة تحرق الدهون , ومسح زجاج المنزل..يحرق سعرات حرارية كثيرة , أتذكر أمي لم أشاهدها يوما جالسة ...فحياتها كانت بين المطبخ وسجادة الصلاة, والقيام برعاية الأسرة ...الان تغير كل شيء , فمن مظاهر البريستيج المهمة للمرأة هي وجود (جيم) تذهب إليه .
وها أنا كل يوم أعبر من الشارع , وانتظر حتى تقوم أم العبد بإزالة سيارتها وأحيانا , تحريكها ...وفي بعض المرات نجبر أن نساعدهن على الإصطفاف والأهم من كل ذلك أن الأوزان تزيد , وكميات الكوليسترول هي الأخرى تزيد ..وفي النهاية يتم الإتفاق على أن (السماق) البلدي مع معجنات السبانخ يعطيها نوعا من النكهة والحموضة , وبالتالي فالوليمة القادمة ...هي من اختصاص (أم العبد)
الرأي