حكومة الذهبي .. عام من التميز
محمد حسن التل
23-11-2008 03:26 PM
امس.. انهت حكومة السيد الذهبي عامها الاول وسط تحديات وصعوبات كبيرة، ورثتها عن حكومات سابقة، وجاء تشكيل هذه الحكومة وسط ظروف غاية في الدقة، والواقع ان الرئيس الذهبي منذ ان تسلم التكليف السامي بتشكيل الحكومة، عمل جاهدا للخروج بحلول ملائمة لكل القضايا والملفات التي وضعت على مكتبه لحظة تحمله المسؤولية الكبيرة، ونجح في تجاوز صعوبة الظروف وضيق الامكانات، ساعده على ذلك بعده عن الشللية السياسية، حيث تعامل مع موقعه كرئيس وزراء لحكومة الاردن والاردنيين جميعا، مبتعدا عن الهفوة الكبيرة التي وقع بها رؤساء وزارات سابقون، الامر الذي مكنه من التحرك بمرونة كبيرة، وشفافية مطلقة، متسلح بثقة ملكية غالية، وارتياح شعبي كبير، وللحق ان الرجل لم يدر الامور منذ البداية من مكتبه، فقد نزل الى الشارع، حيث تلمس قضايا الناس عن قرب وعن واقع، وهذا السلوك في الادارة ترجمة واقعية للرؤية الملكية، حيث فهم الرئيس الذهبي هذه الرؤية الملكية التي جاءت في كتاب التكليف السامي، فانطلق من فهم واضح نحو مهمات كبيرة وجليلة، تسنده سيرة مشرفة في الادارة، من خلال المناصب التي تسلمها في السابق.
لا شك ان حكومة الذهبي واجهت صعاب كثيرة ومعقدة خلال العام الماضي، ولكن هدوء الرئيس وحرفية في ادارة الامور، مكنته من تجاوز هذه الصعوبات بصورة مقبولة لدى الجميع، ومن اهم الامور، لم يلجأ الرئيس الى تأجيل الملفات، وتبريد الازمات، بل واجهها بكل حزم وجدية، وكما ذكرنا بشفافية مطلقة، ولم تفتعل حكومته ازمات مع اي طرف في المعادلة للتغطية على اي ازمة.
لقد كانت الازمة المالية العالمية، التي القت بظلالها على جميع دول العالم، ومنها الاردن اصعب ما واجه الحكومة، ولكن كان لاتزان التفكير في ادارة الازمة، والهدوء والحزم من قبل الحكومة، دور اساسي في الحفاظ على اقتصاد الاردن واستقراره، وتماسكه، في حين رأينا اقتصاديات دول غنية ومنها عربية تتعرض لزلزال، ويقترب اقتصادها من الانهيار نتيجة هذه الازمة.
استطاعت حكومة الذهبي ان تخلق ارتياحا شعبيا كبيرا ازاء ادائها وهذا عائد كما ذكرنا للطريقة الموضوعية التي يدير من خلالها الرئيس ذمة الامور، فقد وجد الاردنيون بالرئيس الذهبي ما كانوا يشتاقون له منذ سنين لرؤساء حكومات يحملون هم الناس دون النظر الى الناس من ابراج عالية، حيث انطلق الرجل بكل حزم لفتح الملفات المؤجلة دون تردد بحثا عن مصلحة الناس.
لقد تميزت حكومة الذهبي بحق، عبر عامها الاول بالحكم الرشيد المتزن الهادىء، نتيجة فهمها الواقعي للمهمة الكبيرة الموكولة اليها من قبل صاحب القرار الاول فكانت النتيجة ما ترى من انجازات لا يمكن انكارها على المستوى المحلي والاقليمي، فبالاضافة الى القفزات الكبيرة على المستوى المحلي في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، استطاعت حكومة الذهبي تسجيل تقدم كبير على مستوى العلاقات العربية، وما نراه اليوم من تعميق للانفتاح الاردني على محيطه العربي الا نتيجة لجهود كبيرة بذلتها الحكومة بتوجيهات ملكية عبر عام كامل من العمل الدؤوب، وهذا المستوى الدولي.
لقد نجح الرئيس نادر الذهبي في فهم المعادلة الناجحة في الحكم، حيث عمل بالتوجيهات الملكية تلك التي وردت في كتاب التكليف السامي، او متابعة جلالة الملك الحثيثة، وعمل على عدم وجود اي احتقان شعبي من خلال القرارات الكثيرة التي ادت الى راحة المواطن وشعوره بالاستقرار.
مع دخول حكومة الذهبي عامها الثاني ورغم كل الذي تحقق من انجازات، نقول ان المشوار ما زال طويلا والصعوبات ما زالت ماثلة، وبحاجة الى العمل المستمر المتراكم.
تشد على يد الرئيس نادر الذهبي رئيس الحكومة، وهو يدخل بحكومته عامها الثاني، ونتطلع الى مزيد من الانجازات على كافة المستويات لمصلحة الوطن والمواطن.