أبدع منتدى الوسطية بعقده مؤتمر نحو مشروع اسلامي نهضوي ونجح بامتياز في حشد مجموعة من العلماء والمفكرين والمهتمين من دول شتى للبحث في هذا العنوان العظيم «لو صح التعبير» ، وسجل للقائمين على المنتدى وبالذات السيد مروان الفاعوري هذا الانجاز الطيب والذي يأتي في وقت تشتد فيه الحاجة الى دفاع مؤسسي منظم عن سماحة العقيدة الاسلامية من جهة ، مثلما تشتد الحاجة في الوقت ذاته الى انضاج حالة نهضوية اسلامية متقدمة تصلح لأن تكون الصدى الحقيقي لعظمة الاسلام من جهة ثانية. في المملكة الاردنية الهاشمية تحديدا يأخذ العمل الاسلامي المنظم والنزيه حصته الاكبر في اطار منظومة الاداء السياسي الكلي للدولة وللمجتمع بعامة ، ولهذا مبرراته الوجيهة بالضرورة ، وفي المملة ذاتها تطفو على السطح اليوم ان تبادرة جماعة «الاخوان المسلمين» الى اشاعة اجواء جديدة ذات مفاهيم عادلة ازاء كيفية مأسسة العلاقة التبادلية بين الجماعة والحكومة «اية حكومة» وبصورة تضع الامور في نصابها من حيث حتمية ان تنهض الجماعة بدورها الطبيعي المعهود في الدفاع عن المملكة بصفتها الاردنية الهاشمية وان تنهض الحكومة في المقابل بدورها في توطيد رعاية الدولة للجماعة ، ولعل عملا تبادليا كهذا يفتح الباب واسعا لبلورة الدور الهاشمي المشهود المستند الى أحقية الهاشميين في رعاية الاسلام والمسلمين ليس هنا على الارض الاردنية وحسب ، بل وفي سائر بلاد الاسلام في مشارق الارض ومغاربها ، وصولا الى تطبيق فكرة انضاج المشروع الاسلامي النهضوي ، الذي خلص المسلمين من كثير من منتجات الفكر الطارىء والاجتهاد الخاطىء الذي الحق الكثير من الاذى بالاسلام والمسلمين على حد سواء ، وأسهم في تشويه الصورة ولو الى حين وفقا لأهواء مارقين واعداء وانتهازيين واصحاب هوى كثر على امتداد الكوكب.

نجزم ان المملكة الاردنية الهاشمية بقيادتها الكريمة وتاريخها الناصع والنزيه ، لديها من وسائل الاداء والتفكير والاستنباط والاجتهاد ما يمكن له ان يثري واقع المسلمين في يومهم هذا وفي مستقبل اجيالهم كذلك ، ولعل النظر مليا في فكرة المشروع النهضوي يمكن ان يكون منصة الانطلاق نحو الاهداف الكبرى والغايات النبيلة الرامية الى خدمة الاسلام وسائر المسلمين والانسانية برمتها. وتحية لمنتدى الوسطية .