من دفء الذاكرة الى برد النسيان
لارا طماش
11-04-2017 01:28 AM
رسالة صورها معلقة في دمعة ابتسامة على باب.
ترافقنا صهوة الكلام في بوح الممنوع كعاشقين صغيرين ينتظران ضوء شمعه يبزغ فيتعلقان بهدب الصوت،كذا هي خطوات الريح الجارحة نحو التفاتة ..نحو همسة..نحو نداء.
صوت فيروز الصباحي يخطّ بجنون (على جسر اللوزية تحت أوراق الفييّ هبّ الغربي و طاب النوم و اخدتني الغفوية و سألوا كتير علي...)
إن الاقلام من بعد الفجر يعبئها حبر الصبّار فلا يملّ الكلام من الكلام.
أما حين يصافحني الصباح فيشعّ في حنجرتي أملا و اقبالا و تفردا و كأن ما شيء قد كان..
*
آه سأظل أتذكر ذاك الخيط الرفيع بين لقاء و لا لقاء ( قالتها لي: ثم استدارت كمن يرمي بِشباك الحنين كي يصطاد ما يصطاد و يجتر رائحة الوقت الذي أمسى فكان..)
بين التعقل و الجنون ..أكملت
بين القبول و الإعراض..ضحكت
ثم قالت لي : كم نحن غرباء البشر نحتاج للوهم لنعيش ونحتاج للوهم لننسى و كل وقت نحتاج أن نغذّي الخيال بالخيال لنتعلم كيف نحترم الواقع..!! و أنا تعلمت درسي جيدا!
**
المكان مدينة اوروبية
الوقت قبل انكسار شمس اليوم واغراق بقية النهار في فقاعة ظلمة،
تنجلي فينجلي الحلم الذي تعربش على قلبها كياسمينة فيفوح شذاها في ليل صيف مفاجئ.
انكسار فعمار فانكسار...هذا هو حال البشر .
من بعد انتصاف النهار تبدلت أجواء الصفاء تكدس الغيم فأمطرت!
فأيقنا أن لقلوب البشر قدرة الاتساع لامتصاص النور والظلمة وعرفنا أن لكل طريق ظلا وأطياف ضوء..وزحفا لحديث يركض على الجبين.
نعم وثمة نزف ونزق و زلزال لا ينتهي في بركان الحياة إن تنشب ناره تنزلق افكاره على شكل خواطر فتشهد كلماته بالخوف المسجون على أطراف الشوارع المختومة بكل الصور ..
(كلنا كل يوم ،نسافر من دفء الذاكرة لبرد النسيان..
ننتظر أكثر مما يأتينا..
نعطي بصدق لِنُجرح بعمق..
ننسى بالتذكّر..لنستسلم بالنهوض..
نخرج من باب لندخل من آخر..
نتغابى بذكاء..ثم نطفئ شعلة الذاكرة لنستمر بالحياة .. ونمضي
الدستور