قبل الإجابة على عنوان المقال لابد من الاشاره الى الحقائق الهامة التالية
١-ارتفع سعر الذهب الى أعلى مستوى له في خمسة أشهر في نهاية الأسبوع الماضي مع إقبال المستثمرين على شراء الذهب بحثا عن ملاذ أمن وأداة تحوط في مواجهة الضبابية السياسية والمالية والمخاطر الأمنيه بعدما أطلقت الولايات المتحدة عشرات الصواريخ على قاعدة جوية سورية مما صعد التوترات مع روسيا وإيران والتخوف من إمتداد هذا التصعيد
٢-خلال شهر آذار الماضي إرتفعت وارادات تركيا من الذهب ١٧مرة والهدف تحوط الأتراك من مخاطر سعر صرف العملة وحيث تعرضت الليرة التركية الى انخفاض حاد وهو ماينطبق على العديد من مواطني الدول التي تراجعت عملاتها بنسبه كبيرة ومنها دول الربيع العربي ومصر
٣-الرئيس التنفيذي لبورصة الذهب في دبي أشار الى التداول القوي على الذهب خلال الشهر الماضي باعتباره ملاذ أمن ومساهمته في التحوط ضد التغييرات السريعة في الأسعار وخاصة العملات الدولية اضافة الى الإنتخابات الأوروبية وفي مقدمتها انتخابات الرئاسة الفرنسية والقرارات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة وبدء المفاوضات الرسمية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وحيث يكتنف الغموض محادثات الانفصال والتي أدت الى نشوء حالة من عدم اليقين عند المستثمرين
٤-سجل الذهب مكاسب بلغت نسبتها ٨,٤٪ خلال الربع الاول من هذا العام وهو أفضل اداء فصلي في عام وسط ضبابية تكتنف خطط الرئيس الامريكي بينما بلغت مكاسب الذهب خلال العام الماضي باكمله ٩٪
٥-اذا كان الذهب هو ملجأ لتخزين القيمة عندما ترتفع مستويات المخاطر سواء السياسية او الاقتصادية او المالية فان اهم العوامل التي تؤثر على تحركات سعره هو معدل صرف الدولار الامريكي باعتبار ان تسعيرة مثل اي سلعة تجارية يتم بالدولار والعلاقة العكسية بين الدولار والذهب تنبع من حقيقة ان الذهب هو احد اهم الأدوات التي يلجأ اليها المستثمرون ضد مخاطر سعر صرف العملات
٦- توقعات اجراء ثلاثة زيادات في أسعار الفائدة الامريكية هذا العام تم تنفيذ واحده منها هذا الارتفاع في سعر الفائدة له تاثيرات ايجابية على سعر صرف الدولار وإرتفاع سعره مما يؤثر سلبا على سعر الذهب إضافة الى ان ارتفاع سعر الفائدة يساهم في ارتفاع عائدات سندات الخزانة الامريكية مما يجعل شراءها اقل كلفة للمستثمرين فضلا عن كونها ملاذ أمن من المخاطر مثل الذهب ومن مزاياها انها تدر عائدات منتظمة بعكس الذهب والذي لايدر أية عوائد ويتكبد المستثمرون نفقات في التامين والتخزين
٧-في نهاية شهر آذار الماضي اصدر صندوق النقد الدولي بيانا أشار فيه الى الدول التي قامت برفع حيازاتها من الذهب وزيادة احتياطياتها ومنها الأردن وحيث رفع حيازاته٢,٥ طن الى ٤٣,٩ طن في نهاية شهر كانون الثاني الماضي ورفعت تركيا حيازاتها من الذهب ٢طن لتصل الى مستوى ٤١٣ طن في شهر شباط بينما رفعت روسيا حيازتها من الذهب ١٠,٣ طن لتصل الى١٦٥٥ طن في شهر شباط وهنا لابد من الاشارة الى ان قيمة الذهب المتوفرة لدى البنك المركزي الاردني ارتفعت خلال عام ٢٠١٥ بمقدار ٤٧٠ مليون دينار ومانسبته ٨٩٪ بحيث اقتربت قيمتها من حاجز المليار دينار واهمية الذهب للبنوك المركزيه نتطرق اليها في مقال لاحق
٨-ننصح بشراء الذهب كاستثمار طويل الأجل وليس للمضاربة نتيجة تذبذب سعرة بنسبة كبيرة هذا العام و لأسباب عديدة وبالتالي ارتفاع مخاطره والملفت التفاوت الكبير في تقديرات إرتفاع أو إنخفاض سعر الذهب بقية هذا العام وحيث يتوقع كبير الإقتصاديين لدى ساسكو بنك ان يكون عام ٢٠١٧عام الذهب بينما أجمعت عدة جهات إستثماريه ومالية على ان تحرك سعر الذهب خلال هذا العام سيتراوح مابين ١١٥٠الى ١٣٠٠دولار وبإعتقادنا أن شراء الذهب عند هذه المستويات يمثل فرصه ثمينه لإعادة تكوين المراكز المالية سواءا للبنوك المركزيه أو المحافظ الاستثماريه الصغيرة أو الكبيرة وهذا مايفسر شراء روسيا ٤٨ طن من الذهب في اكبر شراء شهري منذ عام ١٩٨٨ وكبار مدراء الإستثمار ينصحون الأفراد أصحاب رؤوس الأموال باستثمار مانسبته مابين ٥٪ الى ١٠٪ من قيمة محافظهم في الذهب وتوزيع الباقي على أدوات استثمارية اخرى بحيث يؤخذ في الاعتبار عوامل العائد والمخاطر وللحديث بقية
"الراي"
الرد على تعليق