اثبت اطفال الاردنيين هذين اليومين انهم الاكثرية، واننا لسنا «وسخين»، وان وزارة البيئة ليست لافتة على بناء متواضع، وان الهدم سهل والبناء صعب. وان ما فعله «المتنزهون» على شاطئ البحر الميت كان حالة داعشية بامتياز.
نحب ان نسأل: لماذا اعطت الدولة امانة عمان جزءا من شاطئ البحر الميت، اذا كانت لا تستطيع تنظيفه والحفاظ عليه؟!. ولماذا يكون هذا الشاطئ سداح مداح لكل المغرمين بتشويه بلدنا؟.
لقد قامت عزائم اهل العزم بجعل محيط القمة العربية، نموذجاً للبلد الذي يحمي بيئته كما يحمي حدوده كما يحمي قمة العرب. فلماذا وبعد يوم واحد يريد الملوثون ان يثبتوا ان ذلك ليس صحيحا، واننا شعب آخر غير الشعب الذي نعرفه؟!.
كنا نقول: ان داعش تحت جلودنا، وانك تستطيع تحريكه متى واين تريد وان هناك من هو مُصر على مخاطبة الدولة بالنظام، لكن الجميع يعرف ان هذه هي القلّة ذات الصوت العالي، والنفوس الحاقدة الرخيصة التي لم تستطع طيلة قرن كامل ان تقيم الدولة العبرية ولو في اي جزء من خريطة سايكس – بيكو، ولم تتجاوز الديكتاتوريات العسكرية التي مارست القوة على شعوبها وخسرت كل معاركها الحقيقية.
اطفال الاردن، كما حققوا خلال يومين، اثبتوا انهم الاردن الحقيقي وان جهدهم سيستمر للعامين القادمين وانهم سيهزمون اعداء الوطن الذين برعوا في تغيير وجوههم واسمائهم، واحزابهم، وجماعاتهم.. دون فائدة، لانهم يغمزون في العتمة، فالشعب الاردني يعرفهم جيدا.
كل الاحترام لوزارة البيئة ولمؤسسات المجتمع المدني، وكل من شجّع الاطفال على تنظيف غابات وشوارع، وطرقات البلد، وللادارة الحصيفة في الامن العام، واذا كنا افتقدنا الوجه الجميل للدرك، فان ظهوره على شاطئ البحر الميت، يفرض نمطا من احترام البلد والنظام والقانون، فهذا شعب «مدلوع» بصبر النظام، وابوّة القيادة، وروح الاعتدال الذي علّمنا اياها الشهيد المؤسس منذ وضع الحجر الاول في بناء المملكة.
اطفال الاردن هم الذين اثبتوا وجودهم على الساح الوطني، اما الآخرون، فقد عادوا الى كذبة المقاومة والممانعة.
الرأي