تعج القنوات الفضائية الاردنية والاذاعات الرسمية والخاصة بكثير من البرامج التي تعالج العديد من القضايا على اختلاف اهتمامات المواطن وهمومه سياسية كانت ام اقتصادية, ثقافية ام رياضية, جدية ام ترفيهية.
والعمل الاذاعي بطبيعته حرفة او مهنة شاقة تختلف عن العمل التلفزيوني المرئي, فجلوسك امام الشاشة و بريقها الاخاذ يعني انك امام مذيع قد يعجبك صوته او ملامح وجه او اناقته فتاخذ هذه الجوانب جزء مهم من الحكم عليه بالاضافة طبعا للمضامين التي يقدمها او يتحدث بها, اما في العمل الاذاعي فليس امام المذيع سوى نبرة صوته, تلك التي يوكل لها مهمة ايصال الرسالة للمستمع او المتلقي.
ولانني لست من هواة المدح والتطبيل بلا معنى او مغزى اوهدف سام, فقد ترددت كثيرا و تريثت قبل ان اكتب هذه المقالة خشية ان اسقط في مثل هذه المطبات , الا ان قناعتي التي اؤمن بها منحتني شيء من الشجاعة لان اكتب بكل ثقة عن ثنائي اعلامي اردني شاب قدما تجربة اعلامية هادفة على الرغم من قوالبها الخفيفة البسيطة, تجربة تستحق الوقوف عندها و الاشارة اليها .
فالامثلة على المذيع المنفرد الذي يقدم برنامجه بمفرده كثيرة وحاظرة في المشهد الاذاعي الاردني و هي تجربة تقليدية متعارف عليها مذ عرفت البشرية البث الاذاعي, كما ان وجود اعلامي واعلامية (سيدة) تشاركه تقديم برنامج ما ايضا طبيعية ومنطقية و تقليدية, اما ان ينبري شابان لتقديم برنامج خفيف ترفيهي وجاد في ان واحد فهي تجربة تستحق منا الاشادة بها والقاء الضوء عليها لا سيما انهما لا زالا في مقتبل العمر وخبراتهما الاعلامية ليست بالطويلة لكنها عميقة بحكم ذكائهما وقدرتهما على الوصول للمستمع .
لقد استوقفتني تجربة الثنائي سمير مصاروه وحسام المناصير مقدما برنامج "عوافي" على اذاعة جيش اف ام (107.9) مطولا نظرا لان البرنامج ترفيهي وهادف, مغلف بالبساطة والعفوية , فخفة الظل سمة مهمة جدا للمذيع الناجح يجبر باسلوبه السهل الممتنع على جذب المستمع, وهذا ما يتحلى به الثنائي سمير و حسام في برنامجهما الذي سجل جماهيرية كبيرة خلال فترة قياسية لا تتعدى الثمانية اشهر منذ انطلاقته في اب من العام الماضي, عدا عن حالة التفاعل الايجابية بين المذيع والمستمع وهي من اهم ميزات الثنائي المبدع سمير وحسام.
ان برنامج "عوافي" ومن يستمع له يوميا في الساعة الرابعة من مساء كل يوم من الاحد الى الخميس يشعر ويلمس كم المتابعين الكبير لهذا البرنامج ويستمع لعبارة يرددها اكثرالمتصلين بالبرنامج (بانها المرة الاولى التي يتصلون بها ببرنامج اذاعي) و هذا دليل واضح على نجاح هذا البرنامج و قدرته على بناء قاعدة جماهيرية مبنية على احترام المستمع و احترام رايه و فتح قناة للتعبيرعن ارائهم بشكل حضاري دونما المس باراء الاخرين او التقليل من اهميتها .
ولانني مؤمن بضرورة الشد على يد كل محب منتم لهذا الوطن وجدت لزاما علي ان اثني على جنديين من جنود الكلمة في اردننا الحبيب, يبثان طاقة ايجابية وطنية فينا مساء كل يوم, فشكرا سمير مصاروة وشكرا حسام المناصير و للامام دائما لكما و لاذاعة "جيش اف ام" فانتما (ويشهد معي كل من تابعكما) لا تحتاجان الى مديح مني او اطراء فما تقدمانه تجربة اعلامية واعدة و ناجحة وتستحق الثناء.