فرحتكم تؤلمناعبدالله علي وشاح
09-04-2017 01:17 PM
قرأت خلال الايام القليلة الماضية مقالات لزملاء ، وقد كتبوا عن انتخابات الجامعة الاردنية، وخصوصاً فيما يتعلق عن الاعلان عن جاهزية الامن والخطة الامنية المحكمة، لضبط سير العملية الانتخابية، وقد كتب احد الزملاء عن اسباب العنف الجامعي واخر عن وصفات ناجعة لقطع دابر العنصرية من جامعتنا، وزميل اخر قارن بين الماضي والحاضر للحياة السياسية داخل الجامعة الاردنية، وحقيقة لا يوجد في جعبتي ما ازيد على ما تفضلوا به، من اسباب او حلول لهذه المشكلة . لسوء الحظ؛ تصادف توقيت عودتي الى المنزل مع مرور "فاردة" احتفال بفوز احد المرشحين، وعلى مدار ساعتين كنت مضطراً لسماع اصوات المجوز من سماعات تم تحميلها على "بكم"، مصحوبة بأصوات "التشحيط"، وشتائم للمرشحين الخاسرين، وكنت مضطراً كذلك لاستنشاق روائح "الكاوتشوك" و البارود، و ايضا لمشاهدة اصناف من البشر المتعري يخرج من شبابيك السيارات ويتمايلون فرحاً بصورة هستيرية، ويرمقونك بنظرة "حمشة" عندما تحاول ان تتخطاهم للخروج من الازمة. اتصلت مع عمليات الامن العام، واخبرتهم بأن الطريق تحتاج 10 دقائق والى الان زاد الوقت عن ساعة!! فأخبرني بأنهم قد رصدوا هذا التعدي الصارخ، وقد تحرك الزملاء لمعالجة الملاحظة "على ذمته"، الا ان ذلك لم يجد نفعاً، وبقينا رهائن لفرحتهم اللحظية في واقعٍ مؤلم لساعتين. حسب فهمي المتواضع فان الفائز بالانتخابات، نيابية كانت او طلابية؛ يعد من نخبة الفئة المنتخب عنها، وبمعنى عامي "وجه البكسة"، و مع ذلك تصدر منه هذه التصرفات السافرة التي تنتهك بها الأنظمة والقوانين، والتعدي على حقوق الآخرين واقلاق راحتهم، ناهيك عن انها تصدر بحالة الفرح، فماذا نتوقع منهم في حالة الغضب والحزن؟!! كما ذكرت سابقاً هناك العديد من الدراسات حول العنف الجامعي، سواء عن الاسباب او عن الحلول، ولكن أقترح على كل اب لديه طفل في المرحلة الابتدائية او المتوسطة، ان يطرح على نفسه بعض الاسئلة، هل يوصي ابنه بضرب من يحاول ان يأخذ سندويشته؟ هل يربت على كتفه عندما يخبره بأنه ضرب زميله في الصف؟ هل يرسله الى اندية التايكوندو دون المكتبات؟
اتمنى ان نعود للأخلاق الحميدة التي ورثناها اباً عن جد، ونقرأ في تاريخ 67 و 48 ونأخذ منهم دروساً في معنى الرجولة والأخوة، نعود للأخلاق المحمدية لنكون بنياناً مرصوصا، لا بنياناً متهالكا تهزه أدني النسمات. |
أظن أن الأخلاق العامة في الجيل الحالي تؤول إلى التدهور في جميع المجالات ، وهذا الكلام يتناوله الجميع في لقاءاتهم للأسف .
يبدو أن الأهل مشغولون بتأمين لقمة العيش ولا يخصصون الوقت الكافي مع أبنائهم لترسيخ مبادئ الأخلاق الحميدة منذ الطفولة ، فينشأ هؤلاء الأطفال ليصبحوا شبابا دون هدف وبدون أخلاق !!!!
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة