يُحدثني احد الأصدقاء - وأعتز بمعرفته - ممازحاً، نيته ان ينشئ مجموعة "جروب" على تطبيق الواتس اب ويُدخل عليه بعضاً من الأصحاب ويصبح هو مدير المجموعة، ليصبح هو المسؤول عن ازالة من لا يؤدي وظائفه الواتسابية على القروب من ارسال نكات وجمعة مباركة، ولا بأس بصورةٍ لجميلةْ بينْ حينٍ لأخر.. ابتسمت على فكرته الساخرة "برأي" وانتهت الجلسة، بضع ساعات أجلس في المنزل لأكتشف انه تمت ازالتي من جروب واتس تمت اضافتي عليه مؤخراً ومن ازالني هو ذات الصديق ذي المخطط الساخر "بعد ان اقام انقلاباً على صديق اخر اسس الجروب قبل حين".. اذن اصبحت انا كاتب هذه السطور ضحيةً لثورة واتسابية وتم اغتيالي من قبل رفيقي في دولته الجروبية حتى لا امثل تهديداً لأحكامه الاستبدادية وللآن لا ادري الى اين آلت الأمور في القروب تحت حكمه.
في موضوع الواتس اب ايضاً، مثلي مثل غيري يُزج بي في الكثير من المجموعات الواتسابية، وفي احدى المجموعات التي كنت مشاركاً فيها نشب خلاف بين مدير مجموعة انا عضو فاعل فيها وأحد الأعضاء الذين تصادف انه مدير لمجموعة واتسابية اخرى انا مواطن فيها -محدود العضوية- اي بمعنى متفرج، لأفاجئ بأن الدكتور اجل هو دكتور جامعي، قام بإزالتي من مجموعته رداً على انني عضو فاعل في المجموعة التي تمت ازالته منها بسبب خلاف لا ناقة لي فيه ولا جمل بينه وبين مدير القروب، لكن ما يهمني ويطمئنني هو ان قدرته على ازالة عضويتي بكبسة اقصد بلمسة شاشة وجعل رقمي كبش فداء ارضى غروره الداخلي، حتى لا "يسلخ" طلبته امتحاناً نارياً.
وأُنهي بأنني يوماً قررت ان أُنشئ صفحة واتسابية لي ولعدد من رفاقي وبعد مدة بدأت تظهر الرسائل المستجوبة بمن يمتلك "الأدمن" على القروب وبدأت الأصوات تعلو لتنادي بأن الإدارة المتمثلة بالعبد الفقير كاتب هذه السطور ليس ذا كفاءة لإدارة المجموعة وبأن رائحة الدكتاتورية بدأت تظهر على دولتنا الواتسابية الخضراء، وعليه ولأحافظ على ما املك وخوفاً من قيامهم بقروب اخر اكون فيه عضواً فقط، قررت ان اقوم بتعديلٍ دستوري جاعلاً كافة الأعضاء "أدمنز" في القروب.. والحمد لله ما زال القروب قائماً منذ ما يزيد عن سنة بسلاسةٍ ومحبة.
في المحصلة اقول...إذا اردت ان ترى سبب تراجعنا وزيادة القلق والتوتر فينا فقط ادرس عوالمنا الإلكترونية فيسبوكياً وواتسابياً "القروبات الواتسابية والتعليقات الفيسبوكية"، وانظر الى حُب الظهور الذي يعترينا من الداخل بالرغم من الشهادات العليا او المسميات الوظيفية الرنانة او ادعاءات الثقافة ففي داخلنا حب للاستبداد والسيطرة...حتى وان كان خيالياً والكترونياً فهو نابع من أُصول حقيقة في قرارة أنفسنا.