-1-
أستعير هذا التعبير من «بوست» كتبه الصديق جليل خليفة على صفحته على فيسبوك، وبالمناسبة، تذكرت وأنا أتابع الأحداث العاصفة التي تمر في بلادنا وفي العالم على صفحات فيسبوك وتويتر، تذكرت كيف كان الحصول على المعلومة في بداية عملي في الصحافة في بدايات الربع الثاني من القرن الماضي عملية في غاية الصعوبة، إذ كنا حينما يضربنا حدث مزلزل نهرع إلى البرقيات التي تبثها وكالات الأنباء على آلة «التكرز» وهي آلة طباعة انقرضت بالتأكيد، هي في الحقيقة فاكس يستقبل بث وكالات الأنباء، ومن لم يكن موجودا في مبنى الصحيفة، كان يتعين عليه أن يصيخ السمع لإذاعة لندن، وفي الثامنة مساء ننتظر على التلفزيون الأردني (إن كنتم تذكرونه!) أهم الأحداث المحلية «الرسمية» ولم يكن بالإمكان معرفة شيء عن كواليس الأحداث ومجرياتها، إلا ما تجود به مجالس النميمة الصحفية، وما يتناقله الزملاء الذين يتقنون «شمشمة» ما يجري في مطابخ صنع القرار، وهو قليل ومعظمة مبني على الحدس والضرب بالغيب، لأن شم رائحة الطبخة لا يعني معرفة ماهيتها، ولا طعمها بالطبع!
أما اليوم، فالعالم بين يديك عبر هاتفك الذكي، وما عليك إلا أن تتقن فن التنقل عبر صفحات التويتر، حيث «يغرد» الزعماء والقادة وصناع القرار والحفرتلية على حد سواء، وفي فيسبوك ترى أيضا كل ما وما لا تريد أن تراه، من تناقل للأخبار وما يجري داخل وفوق وتحت الحدث!
-2-
خلال يومين سيطر العدوان الأمريكي على سوريا على المشهد بجدارة، وكتبت مع الكاتبين الذين خاضوا تجربة إخراج ما في صدورهم، عن «الأطرش في الزفة».. وهو هنا المواطن العادي، الذي يحتار في طبيعة مشاعره وهو يرى بلدا عربيا، أو هكذا يفترض، يعتدي على أطفاله بقتلهم بريح السموم، ثم يُضرب من قبل أشد والد أعداء الأمة، وكأن الضرب هنا جاء انتقاما للأطفال، وما أشد ما يعبر عن طبيعة مشاعرنا العمومية، ما علق به بعض الأصدقاء عن حقيقة مشاعر «الأطرش في الزفة» قلنا: هل سمعتم عن الأطرش بالزفة؟ أولئك هم من صفقوا لـترامب الدين الأيوبي(!) وعدوانه على سوريا وأيضا من ثارت حميتهم القومجية، في الوقت الضائع، فضربة سوريا لا يمكن أن تكون انتصارا لأطفال خان شيخون، فالإنسانية ليست موسمية، والموت يومي في سوريا، بالكيماوي والبراميل والتفجيرات، الرسالة الترامبية ليست لنظام سوريا، فلو أراد ترامب لأجهز عليه في يوم وليلة، وليست انتصارا لأطفالها، الرسالة لبوتين يا حلوين! وكل زفة وأنتم مصفقون أو مولولون! (ترامب : ان الاستهداف الذي قمنا به جاء لمصالح استراتيجية أمريكية هامة جدا..صريح وصادق، فهو ليس من أجل الضحايا الابرياء!)
فقال قائلهم: نحن نعاني من شوزوفرينيا . حالة الفصام هذه لا تجعلنا نميز الواقع لكن من المسؤول عن حالنا هذه . كيف لا أحزن ولا أغضب وهذا الترامبو يقصف بصواريخه سورية وكيف لا أغضب ولا أحنق إن لم يضرب هذا الترامبو سورية؟ كل المتناقضات والمتعاكسات أشعر بها انا شخصيا انا الفصام انا الشيزورفينيا ذاتها انا في زمن الله يحرق فيه كل من أوصلنا إلى ما نحن فيه في محيطي إلى خليجي! وقال آخر: ولا تنسوا أن من يدّعي الدفاع عن أطفال سوريا هو ذاته من منعهم من اللجوء لأمريكا . ولا تنسوا أن من يدّعي الدفاع عن الشعب السوري هي ذاتها سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة التي هددت أن تضرب بالكندرة من يعادي إسرائيل !
وفي ثنايا هذه السطور، كل القصة، وربما لا شيء منها!
الدستور