انكشاف بغداد ولعنة الشيطان
عمر شاهين
10-04-2007 03:00 AM
قبل أربعة أعوام تماماً،سقطت عاصمة العروبة التي كانت والدولة العباسية ،المدينة التي كان العرب يتغنون بها، ويحتفون بخطاباتها التي تنشر في كل أذن، وننتظر مستريحين أن تحرر القدس منها.
لن أتحدث عن سقوط بغداد فلم تسقط وحدها، بل سقط أشياء كثيرة نحن أولها كعرب ومسلمين.هل نتحدث عن أخطاء وعبر، بتأكيد سأكون غبياً، لأن العرب لم يعتبروا يوما من أخطائهم ولم يكونوا مؤمنين ليتجنبوا الجرح قليلاً ، هل أتحول لاعنا على طريقة مظفر النواب ، أيضا سأكون مجنونا لأن الأذان مغلقة بل أصابها الصمم، هل أكتب وأحلل والصور التي تأتي من هناك تخر اللسان وتطفي عطش القلم.
أنا أحاول جاهدا أن أراجع قاموسنا التراثي، فيكفينا الافتخار بعادات لم تعد متداولة بيننا وأولها النخوة و آخرها الشرف .
فهل يعقل أن نتحدث عنها ونحن شاهدنا وسمعنا أهات المغتصبات والمغتصبين من سجن أبي غريب، هل نتكلم عن عروبتنا ونحن نستقبل كودليزا رايس ونتكلم عن رئيس أسمه بوش بكل احترام، محاولين أن نتناسى أنه "إرهابي" تسبب بتدمير دولة كاملة وقتل مئات الآلاف منها وذلك بسبب بسيط جداً أتعرفون ما هو ، مسيلمة أمريكا أدعى أن الله كان يوحي له بذلك ، تخيلوا ، أن الأمر لم يكن سلاح نووي أو كيماوي يشكل خطرا على العظيمة أمريكا ،بل الله بشره بيوم القيامة"هرمجدون" وتحققت علامات الساعة ولكن على العراقيين وحدهم، هم من واجه الأعور الدجال منهم من صدقه ومنهم من كذبه .
لم تهزم بغداد بل كشفت، عندما أثبت بعضهم أن جيشا يكون من سبعة ملايين كان خرافة نشأت من قصص ألف تحية وتحية لرئيس الجمهورية، كشفت الشعوب التي تعباً وطنيا بالبسطار والزنازين، أن الحب الوطني العربي مزيف أو مصلحي، يغني للحاكم يوما وأخر للمحتل.
دبابتان تقفان لتتحديا أسوار بغداد ، والعالم ينظر مشدوها؟ أين العراق ؟ أين الحرس الجمهوري أين فدائي صدام ؟ أين جيش القدس؟ ولم نرى سوى البعض يضعون أيديهم بيد المحتل ليسقطوا تمثال صدام الدكتتور العراقي والبطل والعربي .
فرح الليبراليون وغنى العراقيون الذين شتموا الغربة والزنازين ، والدكتتورية والحرب ضد إيران الفارسية وضد الكويت النفطية وضد إسرائيل من أجل العيون الفلسطينية .
لم تمر سوى بضع أشهر بشرت بالسنوات العجاف القادمة ، وتم إعلان مجلس الحكم ، وبدأنا نجد أن أعداء صدام هم مجموعة من التتر والقتلة والمجرمين والخون ، عرابهم كلب أمريكا المسمى "بالجلبي" و بحر الخيانة الذي سما نفسه بحر العلوم ، والمنقلب على عروبته إياد علاوي .
كان هؤلاء هم الغطاء العلماني الذي حلمت بهم أميركا قبل أن تكشف عدم تمكنهم من السيطرة ولو على حمار يعش في الجنوب، لتستبدلهم بإلغطاء الديني بقيادة القابع في غرفته السيستاني، الذي بكى على دم الحسين كثيرا، ولم تحركه سبعمائة ألف جثة عراقية من أبناء الحسين، جاء بع العلمانيين متطرفوا الدين ليقع العراقيين بين فكي الإرهاب والإجرام.
القاعدة "السنية" تفجر باسم المقاومة وتقتل الأبرياء والأطفال باسم التطهير والخلافة ، وفرق الموت "الشيعية" التي كانت تتعرض لعمليات غسل دماغ وشحن حقدي مذهبي ، لعشرات السنيين ،بين هؤلاء تفجرت جثث الأمهات والرجال تاركين ورائهم طفولة تحترق وحروب طائفية للن يمحها الزمن في القريب العاجل.
الشعب العراقي كانت هويته منزوعة في ظل القمع المخابراتي والخطاب القمعي، وهاهم الآن لا يستطيعون تقديم غير القتل ، هاهم كالذي يتخبطه المس !!!!
من أسقط بغداد ، هذا السؤال الذي يجب أن يطرح بمنطقية حتى نريح الأجيال القادمة من هذ العناء ، وحتى لا نتوه في تأويل الانهزام إلى أوهام ابن علقمي وغيره ، ونجلس مرتاحين أمام الدش منظرين وكأن بغداد لا تعنينا، أو أننا كعرب بريئين من الجريمة، لن تقذنا كل التهم التي سنلقيها على المجوسين والخون والصفويين والعملاء والمحافظين الجدد والعملاء القدامى فأين نحن كعرب كنا ، هل كنا نغني لا للإرهاب ولصداقة صدام مع القاعدة أم زغردنا لليبرالية والديمقراطية القادمة من وراء البحار.
لم تسقط بغداد بل كشفت بغداد وما أكثر أن يتعرى العرب مثل الراقصة تتعرى عند أو لدقة طبل أو عزف جيتار .
أشياء كثيرة كشف يطول الحديث عنها، ولكنكم تعرفونها جيدا ولكني أذكركم أن بغداد ستكون لعنة علينا جميعاً ويكفي أن عاصمة الرشيد أصبحت مقرا للموساد والمتطرفين ويوم قيامة نعاني نحن فقط من ويلاتها .
مع انتظارنا لوحي جديد يرسله الشيطان للرسول بوش .
Omar_shaheen78@yahoo.com