لم أكمل بعد شراء البطاطا، وإذ بمن "ينخشني": كيفك أستاذ؟!.. أهلا أبو جميل الغالي، (بوسة) من أبو جميل لي، شفطت البطاطا والأكسجين وعلّمت على خدي مثل (الوشم)، ولليوم أراجع، وقد صرف لي الطبيب كريمات ومضادات تكفي لإزالة آثار داعش، وليس فقط إزالة آثار بوسة أبو جميل!
أنا: طمني عنك؟! أبو جميل: الحمد لله، تقاعدت من التنمية الاجتماعية بعد 30 سنة خدمة. أنا: ممتاز، بتتفضى للأولاد وبترتاح آخر عمرك. أبو جميل: طالعة روحي من القعدة وبفكر أنزل على اللامركزية أتسلى. أنا: بس يا أبو جميل أنت خبراتك في رعاية الفقراء والمساكين، واللامركزية بحاجة الى خبرات اقتصادية وهندسية حتى تستطيع أن تخدم محافظتك. أبو جميل: لا، ما العشيرة أجمعت علي. أنا: مش شرط عمي، العشيرة على طهور ولد بتجمع إذا في مناسف. أبو جميل: لاتخاف، بس بدي فزعتك. أنا: بالتوفيق عمي!
أثناء بحثي عن لبن مخيض، وإذا بمن يحضنني حتى انقطع نفسي. في البداية اعتقدت أنه إرهابي اختارني من دون كل الشعب الأردني لأرافقه إلى الجنة، وبعد أن تشهدت وطلبت العفو والمغفرة، تبين أن من حضنني هو الجار العزيز أبو سفيان. أبو سفيان: كيفك جار؟ أنا: الله يسامحك، كل فكري أنك القيادي في تنظيم داعش أبو القعقاع. أبو سفيان: من محبتي إلك جار. أنا: كيفك، طمني عنك؟! أبو سفيان: والله يا جار ما أنت عارف طول اليوم في الملحمة وطلعت روحي حتى بفكر أنزل على اللامركزية أغير جو. أنا: عمي، هاي اللامركزية مطلوب ترتب أولوية المشاريع الخدمية للمحافظة. أبو سفيان: ياعمي نفس شغلي تقريبا، ما الخرفان كمان إلها أولوية. المناسف إلها ذبايحها، والمشاوي الها ذبايحها، والباميا إلها ذبايحها. يعني راح يستفيدوا من خبراتي وراح أفطّرهم معاليق عند كل أجتماع. أنا: بالتوفيق جار!
في المؤسسة العسكرية، وفي قسم المنظفات تحديدا، صادفت إحدى الناشطات في العمل الاجتماعي. كيفك ستي. الله يعطيك العافية، أتابع نشاطاتك في معارض الجميد والزبدة واللبنة المدحبرة. هي: شكرا أستاذ، واجبنا نخدم المجتمع المحلي. أنا: بتمنى تستمري بعطائك. هي: والله يا أستاذ أنا بحب خدمة المجتمع خصوصا بعد ما انفصلت عن زوجي، الله لا يوفقه، وبما أن حظي خاب في الزواج فأفكر في تجربة حظي باللامركزية. أنا: ستي، صحيح أبدعتِ في صناعة اللبنة المدحبرة، ولكن قد لا تنجحين في صناعة رؤية مستقبلية للمحافظة. هي: مين قلّك، تدوير اللبنة أصعب بكثير من تدبير أمور محافظة. أنا: معك حق، بالتوفيق ستي!
لم أسمع أن وزيرا سابقا أو اقتصاديا أو دكتورا جامعيا قرر الترشح للامركزية للاستفادة من خبراتهم في رسم سياسة محافظاتهم، بل كل من صدفتهم أو سمعت عن نيتهم الترشح هم إما متقاعدون أو مطلقات أو مشروع شيخ!
قبل أن نبدأ بمشروع اللامركزية، كان الأولى أن نقنع الناس أنه مشروع تخطيط وبناء وليس مشروع (عنطزية)، فالبلد لديها اكتفاء ذاتي فقط من الشيوخ!
الغد