قبل أيام قليلة ،أعلنت الحكومة الاسرائيلية امام العالم كله الموافقة على بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة وتحديدا في القدس ، كما قامت وفي مكان آخر من الضفة الغربية ايضا بايداع مخطط استيطاني يضم عشرات الدونمات من اراضي مدينة سلفيت بهدف بناء كلية جامعية للمستوطنين ومبان استيطانية اخرى..
يحدث كل هذا من قبل الحكومة الاسرائيلية وبعد اقل من شهرمن تولي الرئيس الامريكي الجديد دونالند ترامب الرئاسة ومطالبته الحكومة الاسرائيلية (بالتريث)..! في بناء المستوطنات و(عدم التوسع)..! فيها وان كان قد دعا الفلسطينيين بنبذ الكراهية والتوقف عن تشجيع عمليات القتل للاسرائيليين كما طالبهم بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية ومهمة...
ويبدو ترامب في هذا التصريح بالنسبة للاسرائيليين كمن يدلع ابنه ويقول له: إلعب كما تشاء ولكن بهدوء... بينما كان ترامب نفسه يملي على الفلسطينيين المغلوب على امرهم بان يكونوا لطفاء وودودين مع الاسرائيليين..!
قبل نحو عشر سنوات لفت الدكتور سليم الحص رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق إلى إنْ ما تخلت الإدارة الأمريكية عن المطالبة بوقف الإستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية من فلسطين كشرط لإستئناف المفاوضات حتى إستأنفت إسرائيل بناء المستوطنات، معتبراً أنه بدا واضحاً للجميع العرب قبل اميركا واوروبا وروسيا.. إن إسرائيل لن تتوقف عن التوسع في بناء المستوطنات حتى ( بلع) كل فلسطين فلا تترك عربياً فلسطينيا واحداً على أرضها..
. سبق هذا العجز الأمريكي المصطنع في إقناع إسرائيل بوقف الإستيطان ،فهناك أكثر من إشارة إسرائيلية في هذا الإتجاه منها: يهودية دولة إسرائيل.. وإسرائيل الكاملة.. والتواجد الإسرائيلي في الأغوار كحدود شرقية لإسرائيل.. ولا عودة لحدود 67.. ولا انسحاب من القدس بإعتبارها العاصمة الأبدية والموحدة لإسرائيل.. والإستيطان مباح في القدس والضفة الغربية كما هو مباح في تل أبيب.. وغيرها من القرارات الإسرائيلية التعجيزية المعلنة الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية...الارض والشعب معا..
وهنا نتساءل: لم هذا الموقف المتوالي العاجز للادارات الامريكية المعاقبة بشأن وقف الإستيطان الاسرائيلي لفلسطين ،والجواب: فقد كشفت (وثائق ويكلكس) الدعم السري للادارات الامريكية للإستيطان الاسرائيلي وتوسعه في القدس والضفة الغربية وهضبة الجولان.
وهنا لا بد ان نشير.. أن الموقف الأوروبي الان من الإستيطان في الاراضي العربية المحتلة مختلف عن الموقف الأمريكي حيث تبرز أكثر من إشارة بين الحين والآخر فتعلن دول اوروبية وبصدق إشمئزازها من الوقاحة الإسرائيلية في تسريع خطواتها لإبتلاع أكبر مساحة من الأرض الفلسطينية.. آخرها قيام عشرات الشخصيات الأوروبية من بينهم زعماء سابقون في الإتحاد الأوروبي ووزراء خارجية سابقون بدعوة دولهم على تبني نهج أكثر حزماً في التعامل مع إسرائيل وإصدار بيان أوروبي مشترك لإدانة الإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والدعوة إلى وقفه فوراً...!
odehaodeha@gmail.com
الرأي