facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ما بعــد الضربــة الأمريكيــة هــو الأهــــم


عمر كلاب
08-04-2017 01:00 AM

ما زلت موقنا ان الجيش السوري لم يرتكب مجزرة خان شيخون ولا يمكن للنظام السوري ان يطلق النار على قدميه في اكثر لحظة قوة منذ بداية الازمة السورية، فبعد دخول كل الاشكال والاجناس الى الملعب السوري بدعم وبتسهيلات واغماضة عين، نجحت سورية في امتصاص الازمة التي لم تحسن تقديرها في بداية الازمة، فالقصة ليست حادثا سخيفا بين محافظ درعا واطفالها وليست تبجح المحافظ وقتها، كانت القصة بداية لما نراه الآن من اجل تدويل الازمة في سوريا وهكذا كان، كانت القصة تمزيق ليبيا وقد كان وكانت القصة تفجير الصراع في اليمن وقد كان، والدول الثلاث ليست استثناء لولا الجغرافيا المائية للمتوسط وباب المندب فالدولة السورية تحرس البحر المتوسط وكذلك ليبيا واليمن على حافة المضائق، فالحرب القادمة حرب مياه والسيطرة القادمة سيطرة مياه والربيع العربي بنسخته الهجينة بين العمالة والحاجة الى التنمية بكل اشكالها، نجح في توفير الظرف الكوني لاعادة ترسيم المنطقة ليس على اساس الجغرافيا البرية بل على اساس المياه والمعابر المائية.

ليس المهم ادانة الضربة او انتاج مقاربات عقيمة بينها وبين الضربة على العراق لتوفير نموذج لسوء التدخل الامريكي، فالمواطن العربي لا يحتاج الى دلائل اضافية لادانة اميركا وتدخلها الدائم لصالح القوى الدكتاتورية واجهاض احلام الشعوب، المهم هو قراءة موجبات الضربة والحسابات السياسية بعدها، على نظرية ومقياس الربح والخسارة، لان هذا هو المقياس المعتمد في السياسة ولا مقياس غيره، فلا وزن للاخلاق والعواطف، واكذوبة التدخل الاجنبي لصالح الشعوب وتوفير الحماية للمدنيين ثبت زيفه في كل اصقاع الارض من كوسوفو وحتى غزة ومن قانا وحتى خان شيخون، التدخل لمصالح وحسابات سياسية واستعمارية، ومن يقرأ الضربة بعين الانحياز الامريكي الى اطفال سورية وأهم ومن يهلل لها فرحا غبي حتى لا اقول خائنا، فلا فرق بين الغباء والخيانة.

العالم الغربي والجوار الاقليمي والعربي لسورية يدرك في اعماقه ان جحيم الاسد ولا جنة الارهاب بفصائله المتنوعة والمتعددة، فلماذا الضربة الآن والجيش السوري يحقق تقدما بارزا في الحرب ضد الارهاب، اي انه يلبي الحاجة البشرية لهزيمة العدو الاول لها، النجاح الذي حققه الجيش السوري جاء في غير موعده الاقليمي، فما زالت المشاريع الكبرى قيد الاعداد والانجاز، وتقدم الجيش السوري وتحقيقه لانتصارات في العمق السوري يعطل المشاريع قيد الانجاز وسيحدث اختلالات جوهرية على بنود الاجندات المطروحة والجاهزة للتنفيذ، والمطلوب ان تبقى سورية تحت الضغط لتمرير المشاريع او على الاقل تكون سورية في ظرف يجعلها قابلة للاذعان لهذه المشاريع بحكم ظرفها الداخلي، وحتى لا ينزلق العقل الى التفكير بادوات الممانعة والتحرير، فان سورية اكثر دولة مؤمنة بحل الدولتين على صعيد الصراع العربي الاسرائيلي، ولكن بما يحقق فعلا قيام دولتين لان في ذلك مصلحة استراتيجية لسورية التي نجحت عبر عمرها الطويل تحت حكم البعث في سياسة ان مشاريعها الوطنية السورية هي مشاريع قومية، بصرف النظر عن مدى دقة او صدقية هذا الامر .

سورية بيضة توازن مخرجات الربيع العربي بنسخته الهجينة، فإما ان ينزاح الربيع الى صالح التنمية حسب الحاجة الشعبية للبسطاء الذين خرجوا الى الميادين والشوارع، واما ان ينحسم لصالح القوى الظلامية التي ارادت من الربيع العربي تثبيت عمالتها وتأكيد سطوتها وسيطرتها عبر الاستعانة بالاجنبي، وسورية نقطة التقاء اضلاع المثلث المائي والتسوية فيها تسوية كونية تبدأ من القرم وتصل الى اوكرانيا وتنتهي بتثبيت مشروع الدولة اليهودية، فالنصر في سوريا نصر لمشروع كوني والهزيمة كونية ايضا، والضربة فاصلة عشرية ليس اكثر، اما ان تصبح رقما صحيحا او يبقى الكسر قائما .

omarkallab@yahoo.com

الدستور





  • 1 ,وفاء 08-04-2017 | 12:34 PM

    في زمن اللهاث لتايد امريكا على توجيه ضربة الى سوريا يرضي اسرائيل أساسا .. اجد مقال يستحق كل الأحترام

  • 2 ابو رامي 08-04-2017 | 12:54 PM

    لا زلت " موقنا " يا استاذ عمر ، موقنا أيضا من برائتهم من مجزرة الغوطه الشرقية في 2013 وموقنا ايضا من برائتهم من دماء الابرياءوعذبات وحسرات المهجرين على امتداد الارض السورية ، وموقنا ايضا من برائتهم من دماء رفيق الحريري وجبران التويني وسمير قصير ومي شدياق والمقابر الجماعية في عنجر وغيرها والقائمة تطول وتطول فالذاكرة لم تعد تستوعب حجم جرائمهم وفظاعاتهم .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :