كومبارسالمهندس مصطفى الواكد
20-11-2008 07:27 PM
في الأفلام والمسلسلات عند حاجة المشهد لعدد غفير من الجمهور لا يجد المخرج سبيلا لذلك إلا بعرض الموضوع على مجموعة من عامة الناس يتم نقلهم إلى مكان التصوير مقابل أجر رمزي يدفع لكل منهم قد تتبعه ساندويشة فلافل إن طال الأمر بهم بانتظار مرور الكاميرا على أجسادهم أو مرورهم من أمامها دون تأدية أي دور كان أو النطق بأي كلمة ، هؤلاء هم من اصطلح على تسميتهم بالكومبارس والذين يكونون في العادة من الفئات البسيطة والمحتاجة وقد يرتفع أجر أحدهم إن كان من ضرورات الأحداث في الفيلم أو المسلسل تعرضه لصفعة أو ركلة من البطل أو أي مرمطة من نوع آخر. أما عندنا فمهما تكن مهنتك و مهما علا شأنك أو هبط ستجد نفسك في لحظة ما في مكان ما تمارس دور الكومبارس بإرادتك أو رغما عنك ، لكنك وفي كل الأحوال ستقدم وقتك وجهدك ومصاريف سيارتك للوصول إلى موقع التصوير دون مقابل وفي أحسن الأحوال قد تفوز بقطعة كنافة غارقة بقطرها إن كنت مصابا بالسكري أو بدون قطر إن كنت مغرما بالحلويات . في طريقك إلى أي مكان سواء أكنت خارجا لموعد عادي أم لنقل مريض إلى قسم الطوارىء في المستشفى ، قد يصادفك موكب عريس أو خريج بذات الإتجاه يسير ببطء شديد و يسد عليك كل سبل التجاوز الآمن ليضمك قسرا مثل عشرات السيارات التي سبقتك إلى مجموعة كومبارس الموكب المهيب ، ويا ويلك إن نجح مرافقوك بإغوائك بالمغامرة وقمت بالمناورة والزروقة بين سيارات الموكب فقد تجد نفسك وسيارتك تحتضنون شجرة أو عمود كهرباء على الرصيف ، أما إن نجوت من ذلك فلن تستطيع بحال من الأحوال إنهاء اجتياز الموكب بتجاوز سيارة المصور وسيارات حراسه في الميمنة والميسرة لتمضي بقية رحلتك وجها لوجه مع نعل أحذيتهم المرتكزة على حواف فتحات سقوف سياراتهم لا تملك من أمرك شيئا. أما إن أردت لعب دور الكومبارس بمحض إرادتك فللبداية متعة خاصة بشعورك بالنشوة حال استلامك الدعوة من أحد الأصدقاء أو المعارف كونك أصبحت وجيها تدعى للمشاركة في الجاهات . يبدأ المدعوون بالتوافد إلى موقع التجمع ويحين موعد الإنطلاق المحدد في الدعوة لكن والد العريس لا يعطي الإشارة بذلك وعيناه على عم العريس الذي انتحى جانبا منهمكا بمحادثة خلوية ( وين صرت ياسيدي ؟ لا لا مش مشكلة معانا وقت الجماعة هون بنتظروا شوية ، المهم معاليك جاي أكيد ؟ ) تكتمل الجاهة بوصول معاليه لينتقل وخلفه جمهور المعنيين والكومبارس إلى مضارب أهل العروس حيث ديوانهم العامر ( صيوان مبني وسط الشارع ) . ما أن تدخل مقدمة الجاهة حتى يبدأ عدد من المعازيب ممن استعدوا لاستقبال الجاهة وقوفا بالتسلل تباعا لحجز مقاعدهم في الصيوان ليبقى في صف الإستقبال مجموعة من كمبارس المعازيب لايجدون أمامهم فرصة سوى الإختلاط بهدوء مع بواقي الجاهة وأخذ مواقعهم في ما تبقى من مقاعد خلفية أو الوقوف بين الكراسي لحين إنهاء رئيس الجاهة مهمته ومن ثم المغادرة بمثل ما استقبلوا به من حفاوة وتكريم !! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة