تساؤلات ما بعد الضربة الأمريكية ..
إسلام العثامنة
07-04-2017 06:24 PM
59 صاروخ توماهوك أُطلقت من بوارج امريكية في المتوسط بإتجاه سوريا، وبحسب البنتاغون تأتي هذه الهجمة الأمريكية التي أمر بها الرئيس رداً على الهجمات الكيميائية التي نفذها نظام الأسد -بحسب ما تم تداوله- بحق المدنيين من شعبه.
ردة الفعل تباينت بين الدول، فإيران وروسيا نددتا بهذه الهجمة، في حين رحب العالم العربي بهذه الضربة الجوية التي استهدفت القواعد التي اطلقت منها الأسلحة الكيماوية.
من التساؤلات التي تتثار بعد هذه الضربة "المستعجلة"، هل هذا هو الأسلوب "الترامبي" الذي سنشهده في حل المسائل السياسية الشائكة، أجل رُحب بهذا الهجوم على النظام السوري من قبل الكثيرين، لكن هل كافة الحلول المفرودة على طاولة المكتب البيضوي هي استخدام القوة واشعال المزيد من النيران في سوريا المحترقة، ايضاً ترامب ذو الشخصية الإنفعالية التي يصعب كبح جماحها -بحسب ما يظهر- يقوم بتحدي واضح لهيمنة منافسه الروسي الرئيس فلاديمير بوتين، الذي كان في وقت سابق محض اعجاب ترامب بحسب ما صرح الأخير، هل ستظهر نتائج النرجسية القيادية لدى الطرفين في مزيد من الحرائق على الأراضي السورية؟ مراقبون اخرون يتسائلون في حقيقة ان هجمات الكيماوي على خان شيخنو من فعل الجيش السوري, داعمين رأيهم بأن الجيش كان يسجل انتصاراً على الأرض فلماذا يخاطر بهذا الإنتصار بالقيام بجريمة كهذه
يرى الكثيرون ان فعل الرئيس الأمريكي ترامب صحيح "حتى الان" لكن عليه ان يدعمه بحلول سياسية حتى يحل الأزمة السورية لا ان يستمر في هذا الأسلوب العسكري، وجر الولايات المتحدة الى حرب اخرى هي في غنى عنها في ظل الأوضاع السياسية الراهنة، وفي الشأن الروسي فقد ارفق البنتاغون بيان الهجوم الأمريكي على القاعدة السورية بتطمينات للرأي العام الروسي بأنه قد تواصل مع القوات الروسية وابلغه بنيته في شن الهجوم، وفي هذا يظهر ان الحكومة الأمريكية ان كانت لديها النية في تحدي روسيا في سوريا فإن هذا سيكون في الأروقة السياسية بعيداً عن الإعلام، وايحاء بنية امريكية روسية لإنهاء الأزمة السورية، وفي الشأن الداخلي الأمريكي فقد اثبت ترامب انه ليس دمية بيد بوتين.
لكن للأن لا يمكن الجزم بما سيلحق هذه الهجمة فبعض وسائل الإعلام الأمريكية قالت ان هذه الهجمة هي الأكبر في الوقت الراهن، ولن تلحقها اي هجمات امريكية، لكن لا احد يعرف ما يدور في ذهن الرئيس ترامب فالكثيرون يرون ان تصرفات ترامب لا تتعدى كونها هوبَرة استعراضيّة لا أكثر.