طالعتنا مختلف وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة خلال الأسابيع الماضية عن زيادة ملحوظة عن حالات العقر من كلاب ضالة أو حيوانات برية و قوارض في مختلف مناطق المملكة خاصة في المناطق الريفية وضواحي المدن ذات الكثافة السكانية القليلة.

ولذلك آن الأوان لإطلاق صافرة الإنذار محذرين وبشدة من خطورة هذا الوضع والذي قد يهدد حياة المواطنين المعرضين للعقر تهديدا مباشرا والمتمثل باحتمالية الإصابة بمرض داء الكلب (السعار ) القاتل.

وداء الكلب عبارة من مرض فيروسي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤدي إلى الوفاة في معظم الحالات في حال عدم تلقي العلاج اللازم بالسرعة والجرعة المناسبين , وهو مرض معروف منذ عدة قرون وقد أظهرت الدراسات إلى أن حوالي 55 ألف وفاة سنوية تنتج عن المرض في العالم تتركز معظمها في قارتي آسيا وأفريقيا .

وهذا المرض هو من منشأ حيواني ويصيب جميع الحيوانات خاص العائلة الكلبية والقططية والمجترات والقوارض بالإضافة إلى الإنسان وينتقل الفيروس بواسطة عض أو تمزيق الجلد ومن ثم الاتصال المباشر مع لعاب الحيوان المصاب وينتقل إلى الأوعية الدموية للمصاب ومن ثم الدخول إلى مجرى الدم والجهاز العصبي ليصل إلى الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي) .

والخطوة المهمة في الوقاية من المرض هي حملات مكافحة الكلاب الضالة التي تقوم بها وزارة الزراعة بالتعاون مع البلديات وإعطاء المطاعيم اللازمة للكلاب المرباه داخل المنازل بشكل دوري خاصة وأنها على احتكاك مباشر بالإنسان وبالذات فئة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عام والمعرضين أكثر من غيرهم للعقر وهم يمثلون ما نسبته 30% إلى 60% من ضحايا المرض حول العالم.

ومن أهم الإجراءات الواجب اتخاذها في حال التعرض للعقر الإبلاغ الفوري للجهات الحكومية المسؤولة مثل المراكز الصحية والمستشفيات وقسم البيطرة في مديريات الزراعة والنقل الفوري للمصاب إلى قسم الطوارئ لتعقيم الجرح وإعطاء المطعوم اللازم ومن ثم التنسيق للقبض على الكلب المعتدي والتخلص منه وإرسال العينيات إلى المختبرات المختصة للتأكد من إصابة الكلب أو عدمه ومن ثم اتخاذ الإجراء المناسب .

واشدد على ضرورة تظافر الجهود المجتمعية للقضاء على هذا المرض من خلال تطعيم الكلاب والتبليغ عن وجود حيوانات ضالة في المناطق السكنية بالإضافة إلى توعية الأطفال بعدم الاقتراب أو اللعب مع هذه الحيوانات الخطرة وكلنا أمل أن يتم التخلص من هذا المرض الخطير بالسرعة الممكنة والسلامة للجميع بعون الله.