بعد فنجان القهوة او كاسة الشاي والتوكل على الرزاق الكريم ،كنا نبدأ نهارنا بالعمل ،العمل الجاد ،كثير من الاخلاص والمهنية والتعلم من اخطائنا وقليل من ترفيه بين ارهاق وارهاق ،ولا بأس من قراءة برجك اليوم ان كان مزاجك «مش ولا بُد» .هذه الايام انعكست المعادلة و انقلبت الاولويات.
قليل من العمل الجاد وكثير من الترفيه السخيف و...الضياع.
احد الاسئلة التي تفرض نفسها علينا كل صباح :من انتحر اليوم ؟ أو من قتل من ؟ او كم حبة كبتاجون وكيلو افيون وحشيش ضبطت؟، وكم متسللا قتلت او ضبطت قوات حرس الحدود؟ او كم حادث سير وقع وأودى بحياة ناس؟ والسبب العصبية و السرعة ،فالكل مستعجل للوصول الى اللاشيء!!
لا جريمة من دون قاتل ،ولا قاتل من دون سبب. والسبب الاساسي في كل ما سبق هو الحرب الخفية التي تشن ضدنا بسلاح المخدرات ،وهو سلاح تقليدي قديم استخدمته عدة دول في حروبها ضد دول اخرى .وفي الوقت نفسه تجارة رائجة رابحة حيث نسبت دراسة الى مكتب الامم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات القول أن حجم سوق المخدرات السنوي في العالم يقدر بحوالى 320 مليار دولار. وهو حجم يضع هذه التجارة الخطرة والمدمرة في المركز الثالث كأكبر سوق بعد النفط والسلاح في العالم . وقالت الدراسة التي اجراها الخبير بونيه غوميز تحت عنوان «تجارة المخدرات والامن الدولي» ونشرها المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية» تشاهام هاوس» أن حوالى 25% من مخدر الكوكايين التي تستهلك في دول أوروبا الغربية تهرب عبر دول غرب أفريقيا.
فالمخدرات ،حسب احدى الدراسات ، تمنع العقول من الابتكار والتفكير وتقيدها عن الإبداع إما بمصادرتها وكسبها أوتأمين المكان والمناخ المناسبين لها بحيث يكون إنتاجها لصالح الدول المعادية لتُحرَمَ منه الدول المراد استعمارها أو تبعيتها وهو مايمكن أن يطلق عليه هجرة الأدمغة أو بواسطة شل تلك الأدمغة عن الوصول إلى علم ينفعها وذلك عن طريق تخريب المرتكزات الاجتماعية والاقتصادية والمباديء وإغراق المجتمع في مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية لايستطيع معها إيجاد ذاته والنهوض بنفسه ،ومن نتائج ذلك التخريب ، انتشار المخدرات فهي نتيجة وسبب في آن واحد. فالمجتمع الذي وصل إلى عدة إحباطات قد ينزلق في هذا الوباء ومن ثم يفقد شخصيته ويستسلم بكل سهوله لأي مفترس.
وتفيد الدراسة ان هدف سلاح المخدرات اغراق تلك الدول والشعوب بالديون بحيث تظل جميع ثرواتها تستثمر لصالح الدول المعادية حيث تقوم بسداد ديونها التي لاتنتهي وتنصرف عن النهوض بالمجتمع لأنها منصرفة إلى تلك الديون وإلى مركزها العالمي والدولي المنهار وهذا يزيدها ترديا وانهيارا ،بل ربما الى تسلط العدو الخفي و تحكمه في الخطط التي تسير عليها الدول الواقعة تحت نفوذه بحيث يملي ويفرض نوع الإنتاج وحجمه .
قالت ادارة العلاقات العامة والاعلام في مديرية الأمن العام إن كوادر إدارة مكافحة المخدرات تمكنت خلال النصف الثاني من شهر اذار الماضي من التعامل مع 644 قضية منها 100 قضية للاتجار ومحاولة تهريب و 544 قضية لحيازة وتعاطي المواد المخدرة والقي القبض خلالها على 928 شخصا جرى تحويلهم جميعا للقضاء فور انتهاء التحقيق معهم.
هذه أرقام مخيفة بل مدمرة.لا يجب السكوت عليها.ان لاسرائيل «خبرة» في استخدام سلاح المخدرات في الاراضي المحتلة ومصر، ولإيران خبرة في استخدامه ضد دول الخليج .
والحل؟ كيف يكسب الاردن هذه الحرب ويريح نفسه من تعب المتابعة والمراقبة واضاعة الوقت و الجهد؟
الحل واحد :سن او تفعيل قوانين العقاب .»الإعدام لمروجي ومتعاطي المخدرات».وليذهب الرأي العام العالمي و المنظمات الدولية الى الجحيم!
الدستور