رحلة واشنطن قصيرة .. وواثقة
طارق مصاروة
04-04-2017 01:06 AM
سيكون جلالة الملك، بحفظ الله ورعايته، في واشنطن اليوم، وغداً سيكون اجتماعه مع الرئيس الاميركي، وستكون زيارته للعاصمة الاميركية مختصرة، لأنه كان في شباط هناك، وقام باتصال موسع مع اصدقاء الاردن في الكونغرس، ووزارات الدولة ذات العلاقة، وشركات استثمارات كبيرة.
والملك يحمل صفة رئيس القمة العربية لكنه لا ينوب عن كل الملوك والرؤساء العرب، لأن لأكثرهم صلات جيدة في واشنطن، ولأن جلالته يعرف خبايا السياسات العربية، فقد أوكل العرب قيادة جيوشهم للشهيد المؤسس في حرب فلسطين، وكان واضحاً انهم سيلقون كل فشلهم على عاتقه.
همنا الأول هو ترتيب علاقاتنا مع الولايات المتحدة، وهي علاقات لم تكن مرتبة منذ سنوات طويلة، وتتميز الآن بأنها علاقات استراتيجية وبنّاءة، ونحن لا نخجل منها .. حتى الآن فتسليح جيشنا له أهميته القصوى، واستمرار دعم المؤسسات الدولية المالية والاقتصادية مطلوب، والقضية الفلسطينية ليست قضية اشقاء وإنما هي قضية داخلية أيضاً، تتعلق بمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، وبمسؤولية دينية وحضارية إزاء القدس ورعاية مقدساتها، كما ورد في اتفاقية السلام.
لقد أضاف الأردن بسعي قائده الملهم الى الوضع العربي أملاً في غد أفضل، بعقد القمة في منتجع البحر الميت، وفي تأسيس علاقة، شراكة مع السعودية الشقيقة، وبقي عند وعده في الاقتراب من الوضع العراقي، وترتيب تصالحاته وخاصة بعد انهاء اغتصاب المدينة العربية الجميلة - الموصل، فالعراقيون يعملون الآن لتوكيد هويتهم الوطنية، لا مع ايران ومطامعها، ولا ضد ايران لألف سبب، ونحن قابلون بهذه الصيغة.
لا نعرف مدى استيعاب الرئيس الاميركي لقضايا معقدة كقضايا منطقتنا، لكننا نعرف ان قائد الوطن يملك من الثقة بنفسه وبشعبه ما يفتح أمامه كل الأبواب.
إن ثقتنا بعبدالله الثاني غير قابلة للاهتزاز ولو لميلمتر واحد، فنحن نعرف أنه ربما الوحيد الذي يستطيع البحث في أدق التفاصيل ووضعها على سطح الاستراتيجيات الكبيرة، وهذا يكلفه جهداً هائلاً شهدناه في مطار عمان ومطار الملكة علياء، وفي رئاسته للقمة وايجاد وقت كافٍ للبحث الثنائي مع كل القادة العرب.
ترامب، يعرف منطقتنا أكثر مما نتصوّر، فقد كان له خطط جاهزة للاستثمار في عدد من دول الخليج، وكان لا يوفر فرصة للبحث في كل مكان تصل أذرعه المالية إليه، ومن الأكيد أن هناك فرصة جيدة للعمل معه.. ونحن هنا نتحدث عن أنفسنا.
الرأي