نحو حسم سياسي وعسكري في سوريا
د. فهد الفانك
04-04-2017 01:03 AM
موقف أميركا من الأزمة السورية في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب لا يختلف كثيراً عن موقف أميركا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، والفرق الوحيد يتمثل في الناحية التنفيذية.
أوباما كان يعبر عن أهداف اميركا ويريد أن يحقق هذه الاهداف عن ُبعد، في حين أن ترامب أرسل قوات برية إلى العراق للمشاركة في تحرير الموصل، وأرسل قوات برية إلى سوريا، ودعم منظمة سوريا الديمقراطية لتحرير الرقة عاصمة داعش.
ومع أن تحرير الموصل والرقة كان أمراً مفروغاً منه، ولكنه ليس مستعجلاً، فقد كانت أميركا أوباما غير ملتزمة بموقف ما بعد التحرير، في حين أن أميركا ترامب أوضحت نواياها تجاه سوريا عندما قررت بصريح العبارة أن مصير الرئيس الأسد ليس أولوية، وأن الشعب السوري وحده هو الذي يقرر مصيره في المدى البعيـد. وبذلك يتضح لأول مرة أن أميركا جادة في محاربة الإرهاب في سوريا، وأنها ترى في الرئيس الأسد عاملاً إيجابياً في هذه المسألة.
الاعتراض الدولي على وجود الأسد كان يقوم على أساس الاستبداد وغياب الديمقراطية، وهذه موضوعات تصلح للتداول الإعلامي، ولكنها لا تقرر مواقف وسياسات ومصالح الدول تجاه سوريا لسبب بسيط هو أن الديمقراطية ليست غائبة في سوريا وحدها، وأن الاستبداد ليس حكراً على الرئيس السوري. ولو كانت أميركا وأوروبا سوف تسعى لتغيير أي نظام عربي مستبد وغير ديمقراطي، لما بقي لها أصدقاء في العالم العربي!.
بالنتيجة أصبح الوضع السوري واضحاً، ومن المرجح أن يتم حسمه عسكريا وسياسياً قبل نهاية هذه السنة، فلم يعد هناك تنافس أميركي روسي، بل على العكس فإن روسيا تحاول اليوم اجتذاب أميركا وإعطاءها دوراً بارزاً.
تحت هذا الباب يتم الآن تجميد أو تحييد دور القوى الخارجية التي تغذي المنظمات الإرهابية بالمال والسلاح والإعلام، وفي المقدمة تركيا وإيران وبعض دول الخليج العربي.
هذا لا يعني أن سوريا في 2018 ستعود كما كانت في 2010، فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، والعالم يريد أن يرى إصلاحات سياسية جوهرية على صعيد النظام والدستور والتعددية.
مصلحة الأردن والأمة العربية تكمن في قهر الإرهاب المتنكر تحت عنوان المعارضة، وعودة سوريا الموحدة المستقلة لتحتل موقعها المتميز عربياًً ودولياً.
الرأي