أربعون عالما ومؤرخا يعاينون التنظيمات العثمانية ببلاد الشام
03-04-2017 04:27 PM
عمون- دعا علماء ومؤرخون مشاركون بالموسم العاشر للمؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام الذي يعقد في الجامعة الاردنية لدراسة كيف كتب المؤرخون العرب اليوم تاريخ أمتهم منذ مطلع القرن العشرين بموضوعية وشمولية وتحليل عميق حتى لا يكون تاريخهم عبئاً عليهم.
وطالبوا ببذل جهود مؤسسية دولية لحماية الآثار والوثائق والمخطوطات في مناطق الصراع، التي تشهد تدميرا وبيعا للتراث التي تشكل موارد التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
وناقش المشاركون مسألة النهوض من واقعنا الراهن والإفادة من تجارب الماضي، بالإشارة إلى أن دعوات الإصلاح هبت على المنطقة منذ عقد ونيف وكان الجدل فيها مشابها لما كان في الدولة العثمانية زمن التجربة الدستورية الأولى عام 1876م وما لحق به، فبين دعاة التغريب والفكر الليبرالي وبين القول بالإصلاح كان الجدل ينتهي بإعلانات ودساتير ومواثيق وطنية.
وأجمعوا على أن مناقشة التنظيمات العثمانية يعد معاينة للحال الراهنة، حيث تشكلت تحت وطأة المؤثرات الغربية وعنفها عل جدل التفكيك والتركيب.
جاء ذلك خلال بدء فعاليات الموسم العاشر للمؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام لمناقشة التنظيمات العثمانية وتطبيقاتها في بلاد الشام إبان القرن التاسع عشر، بمشاركة أربعين عالماً ومؤرخاً.
رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة قال: إن موضوع التنظيمات العثمانية شكل أحد أهم ملامح التاريخ العربي، إذ فتحت المنطقة العربية أمام أفق جديد من مؤثرات وتأثيرات عربية بدت آنذاك كالعاصفة التي تهب على كومة قش، في زمن شهدت فيه الدولة تراجعا كبيرا وصراعا بين النخب.
وتساءل : "كيف ننهض من واقعنا الراهن والإفادة من تجارب الماضي"، لافتا إلى أن دعوات الإصلاح هبت على المنطقة منذ عقد ونيف، وكان الجدل فيها مشابها لما كان في الدولة العثمانية زمن التجربة الدستورية الأولى عام 1876م وما لحق به، فبين دعاة التغريب والفكر الليبرالي وبين القول بالإصلاح وكان الجدل ينتهي بإعلانات ودساتير ومواثيق وطنية.
واكد محافظة أن "المهم هو القدرة على الاستمرار في إطار الفكرة المؤسسة للجنة تاريخ بلاد الشام وفي تجدد موضوعاتها".
وواصل أربعون عالما ومؤرخا اليوم مناقشة أوراقهم العلمية في أعمال الموسم الذي يعد تقليدا راسخا وأحد أبرز الأحداث الأكاديمية على مستوى العالم إذ مازال يعقد منذ خمسة وأربعين عاما اذ ينظمه ويقوم عليه مركز المخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الأردنية بالتعاون مع جامعتي اليرموك ودمشق، وأطلق أول مرة في 20 نيسان عام 1974م برعاية المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال .
ويسعى المؤتمرون وفقا لمدير مركز المخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الأردنية الدكتور محمد عدنان البخيت إلى دراسة تاريخ منطقة بلاد الشام مع مراعاة أن الولاء في بلاد الشام هو للهوية والثقافة العربية مع الاحترام للتعددية والتنوع في الثقافات الفرعية، باعتبار أن بلاد الشام تعد خلاصة تاريخ العالم حيث قدرها أن تكون حلقة التواصل الثقافي والتجاري والبشري.
ولفت إلى أن دراسة إقليم بلاد الشام لا تسعى إلى انتزاعه عن لحمته العربية بل التركيز عليه ودراسته بشكل وافٍ وموضوعي، مشيرا إلى أنه جرت محاولات عديدة لكتابة تاريخ الأمة العربية.
وشدد البخيت على أن من يتصدى لكتابة تاريخ بلاد الشام يجب أن يكون ملمًا بتاريخ المنطقة وجوارها، فبلاد الشام كانت همزة وصل ونقطة التقاء للثقافات والحضارات واللغات، وبالرغم من سيادة الثقافة العربية الإسلامية السمحاء فإن تاريخ بلاد الشام ينصف بالتنوع وتعدد الأعراق والمعتقدات والثقافات الفرعية.
وتناول الباحثون في ثماني جلسات على مدار يومين التنظيمات العثمانية في سبعة محاور توزعت على: المصادر الأساسية العربية والأجنبية المخطوط منها والمطبوع لإعداد الأبحاث، وأثر التنظيمات على التقسيمات الإدارية والعمران لبلاد الشام، والجهاز القضائي، والحرف والمهن والصناعات الزراعية، إلى جانب التجارة، والمؤسسات التعليمية والحياة الثقافية.
أربعون عالما ومؤرخا يعاينون التنظيمات العثمانية وتطبيقاتها في بلاد الشام إبان القرن التاسع عشر.