ان المؤمنين بضرورة الحفاظ على الوطن وضرورة التخلص من الفساد والمفسدين وبضرورة بناء دولة مدنية لا مكان فيها لمن لا يجتهد ويقدم ويخلص ويضيف بعمله وأدائه وبضرورة سيادة القانون على الجميع دون استثناء وبضرورة ان يتصدر أهل الكفاءة الحقيقية مواقع السلطة لا يستسلمون ولا ييأسون ولا يسلمون بالأمر الواقع
ان المؤمنين حقا بتراب الوطن وقدسيته وبشعبنا العظيم وأحقيته بعيش كريم وحقه بملاحقة الفاسدين أينما حلوا ومحاربة التيارات المتغولة على قوته وثرواته لا يهمهم خسارة جولة سابقا وربح جولة لاحقا ان كان هدفهم نبيل وسعيهم سامي واجندتهم وطنية لا شخصية
اننا قد حاربنا لصوصا كثر طوال ال ١٥ سنة الماضية منهم الصغار ومنهم الكبار وقد نجح المسعى في مرات وفشل المسعى في مرات ففرحنا لما ازيح عن كاهل الرعية في عدة مؤسسات من اقتاتوا على حقوق العباد ومن ثروات البلاد ومؤسساتها ومنها التعليمية والتنفيذية وغيرها ولقد حزننا عندما خسرنا جولات بقي في صدارة المشهد فيها رجال أدمنوا الاساءة للشعب وأوغلوا في الفشل ولَم تنهرهم كل المحاولات عن التوقف عن سياساتهم الفردية الساعية لخدمة مصالح ضيقة لبعض اللوبيات التي لم تعترف يوما لا بأهلية ولا بحقوق المواطنين وإنما عاشت داخل مفاصل السلطة فانفكت تماما عن واقع يعيشه شعبنا وأصبحت ترى في الناس رعاعا لا يفهمون وجهلةً لا يعلمون ولقد وصل الامر بهم أكثر من ذلك وحتى بلغ الامر انهم يحتقرون جموع الناس نهارا جهارا مخاطبة ً واعتقاداً وتعاملاً
أيها الناس:
لقد نجحت هذه المجموعات الطفيلية في رسم خيوط شبكة عنكبوتية حول كل مركز حيوي من مراكز السلطة المرجعية ونصبوا الفلاتر غير الصحية واستخدموا الأدوات غير التقليدية منها والتقليدية أيضا وأسسوا مواقع إعلامية واشتروا كتبةً وأقلاما ناهيك عن امتلاكهم المال غير الحلال فغدوا حيتانا وديناصورات اقوياء بأدوارهم والزخم الذي اكتسبوه بالوقت الطويل في مفاصل السلطة والهالة التي احاطهم بها المنافقون والدجالون
أيها الناس:
ان محاربة هذه الزمرة تتطلب صبرا إيجابيا مقترنا باستخدام كل الوسائل المدنية والمتوفرة قانونيا ودستوريا واتباع نفس الأساليب التي استخدمها هؤلاء وتتطلب حكمة وحنكة وعقلانية وجهدا موصولا في نشر الوعي بين شبابنا وبناتنا وتتطلب مبارزة الفكر بالفكر والتحدي بالممارسة الوطنية الثابتة وتتطلب تعريةً موضوعيةً لهؤلاء لاقناع الأجيال الجديدة بخطابنا وبرامجنا
أيها الناس:
من أراد خدمة الوطن فعليه التحمل والصبر وعليه ان يكون اردنيا حقيقيا صابرا وقويًّا يغرق مرات ومرات في كل التفاصيل ويستخدمها للخير الأعظم لشعبنا وليس لشخصه او أهله او عشيرته
أيها الناس: ان الخير ات وان طال الصبر
حفظ الله الأردن شامخا قوياً عزيزا