المقالة الحجرية ( لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ )
عيسى أبو جودة
02-04-2017 01:41 AM
لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ أكتب في محاولة لنفي صفة المسلمات باستصلاح الضروري من أشياء المدينة، ( فرشاة الأسنان ) واحدة من أدوات البناء الأخلاقي ليس وقد بت أمقت طبيب الأسنان الذي لا يزال يراني من جيب معطفه الأبيض، طبيب الأسنان صاحب الباب الزجاجي،صاحب الموقف الدنيء في موقف الرحيل البريء، موقف الألم المرتجل، وحيدا أقف بالراية الثكلى ولا أملك ملحا .
لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ أكتب لأن أخا لي من أبي راح يقتل على مرأى من كاميرات المراقبة وعدسات الهاتف الجوال وبحجة غياب الله. أكتب لأن أحد عشر جنديا يقفون بموتي وحيدا ولا أملك سكينا. لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ أكتب لأني أريد أن أستعيد حقي في الكلام وحيدا أقف بموائد اللئام ولا أملك حصان. أكتب في محاولة لتصويب الضروري من الأخطاء والأسماء، أكتب لاستعادة اللاممكن من أشياء الحاضر المستحيل غير أن من ولد ليأكل الباذنجان عليه العزوف عن اللغط في شؤون شقائق النعمان.
لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ أكتب لأن نايا انكسر على خصر كحلاء جليلية من فرط ما هي السماء خضراء، أكتب لأن نجمة أفقية وقعت على حذاء حارس الأسوار القديمة من فرط ما هو البحر أبيض ولا أملك أغنية ويغريني في الصدى إيقاع المبتغى، " لعلني، لعلني، في تخل عن من استثناني و ودلني ."
لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ أكتب لأني وقعت البارحة على قدمي من عبء المعاني ولم أجد ما قد يصوبني أحدا سواي. أكتب لأن عشرون عاملا من مهندسين الإضاءة يقفون بمشهدي الأخير على امتداد الهامش الأفقي ولا أملك نصا. لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ أكتب لأني حثت في الأمس القريب على وجه أخي التراب على قارعة النص الحياء وعندما عدت إلى البيت بيتي وجدت الرجال يلوكون لحم الضحية وبلا استثناء. لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ اكتب لأن إحدى وعشرون عصفور يشدون شمس الملاءات إلى حبل غسيل ما بين نافذتين من صفيح ولا أملك نشيدا. أكتب لأن أخا لي من أمي وقع على ساحل البعيد وكان علي أنا أن أواصل النشيد فقد علمني الشعر أن قيمة الأغلال يكمن في الصراع الحر مع الظلال في استثناء واضح عن موريات البيان المنحاز وتجليات الغامض اللامجاز .
لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ أكتب لأني اعتدت القراءة واقفا. أفضل القراء قارئ يجيد تصفية الضروري من غيم الطرقات والشفيف الجيد من أغنيات الإشارات والمنعطفات. خائن كل من يقرأ ( سيرة الخلاص ) جالسا، ويغريني في إيقاع النشيد السعيد نبر العصي البعيد " إن الحضارات تبنى على جبل من صخر فيما المسلمات تبنى على جبل من خبز ."
إن كيسا من الشعر لا يساوي كيسا من الطحين غير أن التاريخ لا يذكر البتة أن خبازا مات مقاتلا .
أكتب لاستعادة حقي في الكلام في ظل الواطئ من سقوف السلام، وحيدا أقف بالراية الثكلى وفي عز النهار ...