ايام قليلة ويلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب ثلاثة قيادات عربية، الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، واللقاءات سوف تعقد خلال الثلث الاول من الشهر الحالي، وهي زيارة مقررة مسبقا، وقبيل القمة العربية الاخيرة في الاردن.
وكنت قد سألت وزير الخارجية ايمن الصفدي خلال مؤتمره الصحفي مع احمد ابوالغيط الامين العام لجامعة الدول العربية، في نهاية اعمال القمة العربية، عن الرسالة التي ستحملها القمة الى الادارة الاميركية، بخصوص فلسطين، ومايجري حصرا في القدس، مع اقتراب ثلاثة لقاءات، مع الرئيس الاميركي، قاصدا لقاءات هذه القيادات، فكشف يومها الوزير، ان القيادات الثلاثة اجتمعت معا، خلال القمة من اجل صياغة موقف موحد مسبقا، قبيل اللقاءات مع الرئيس الاميركي، وتحديد الثوابت المتعارف عليها، بخصوص القضية الفلسطينية.
في المعلومات هنا، ان قمة رباعية ايضا، قد يتم عقدها في واشنطن، بمعنى ان اللقاءات الثلاثة، ستعقد بشكل فردي، بين كل زعيم، او رئيس، مع الرئيس الاميركي، كما ان من المحتمل ان يتم عقد قمة رباعية تجمع القيادات الثلاث مع الرئيس الاميركي.
حساسية الظرف الذي تمر به القضية الفلسطينية، حساسية، قد لايتوقعها احد، لكنها تمر بأصعب حالاتها، واخطرها، خصوصا، مع المعلومات التي تؤكد ان الادارة الاميركية تريد امرين، اولهما اعادة اطلاق عملية التفاوض بين الفلسطييين والاسرائيليين، وثانيهما، انها تريد انجازا سريعا، ايا كانت كلفة الانجاز، بما يعنيه ذلك، من تنازلات قد تفرض على الفلسطينيين، وعلى العرب ايضا، بخصوص الملفات المهمة، وتحديدا اللاجئين، الاراضي، والقدس، حيث تريد واشنطن، تسوية القضية الفلسطينية، بأي شكل، على اساس وصفة حل يتم فيها التنازل عن بعض الثوابت التي يطرحها الجانب الفلسطيني.
الاردن، معني تماما بحل الدولتين، وهو ايضا، يرى في تجاوز واشنطن لحل الدولتين، وفقا للتصور الاساسي، واللجوء الى تصورات بديلة، امرا خطيرا جدا، على الاردن، ايضا، وبرغم ان هذا الحل لم يعد قائما بشكل فعلي، لمصادرة اسرائيل اغلب اراضي الضفة الغربية، واقامة المستوطنات، وغير ذلك، الا ان واشنطن تريد انهاء هذا الحل كليا، واستبداله بحل آخر، وتدعم دول عربية هذه التسوية، لان هذه الدول تريد ايضا، وفقا لحساباتها، انهاء اولوية القضية الفلسطينية، لصالح اقناع واشنطن بجعل ايران هي الالوية.
معنى الكلام ان الاسابيع القليلة المقبلة خطيرة جدا، على الفلسطينيين، وعلى العرب في جوار فلسطين المحتلة، وبرغم ان الفلسطينيين نفوا صيغة «الحل الاقليمي» اي الغطاء العربي للحل الجزئي الذي قد تفرضه واشنطن، الا انه على ما يبدو هناك اصرار اميركي، على تسوية القضية الفلسطينية بأي شكل، وبأي صيغة، اذ لن تقف كثيرا، عند ما يريده الفلسطينيون، وعند مايجوز، ومالايجوز.
الفلسطينيون والعرب، ايضا، في اضعف حالاتهم، اذ كيف سيتمكن الفلسطينيون وغيرهم، من مقاومة اي حلول مفروضة، بصيغة تراعي مصالح اسرائيل اولا، وماهي الاليات لرفض هذه الحلول، مادامت كل المعلومات تتحدث عن ان ترامب، يريد انهاء هذا الملف بأي صيغة، فاذا لم يتجاوب الفلسطينيون والعرب، فأن ترامب يعتزم اللجوء الى حلول اكثر حدة ضد الفلسطيينين والعرب، في حال صد التوجهات الاميركية.
علينا ان نتذكر ان نائب الرئيس الاميركي قبل خمسة ايام فقط، اعاد التأكيد على نية ادارته نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، والواضح ان كل المؤشرات ازاء القضية الفلسطينية، معتمة ومثيرة للتشاؤم، في ظل نظام رسمي عربي، يمر بأضعف حالاته، وفي ظل انقسام فلسطيني، وضعف شديد للسلطة الوطنية، وانعدام كل الخيارات، امام المنطقة وحلها.
نحن قد نكون امام مرحلة مؤلمة جدا، بما تعنيه الكلمة.
الدستور