المسألة السورية .. انعطافات استراتيجية في المواقف
د.احمد القطامين
01-04-2017 07:30 PM
بينما الرأي العام العربي مشغول بمتابعة قمة البحر الميت وتحليلات ما بعد انفضاضها، كان تيلرسون وزير الخارجية الامريكي يحط في تركيا ليعلن ان الموقف الامريكي من الرئيس السوري بشار الاسد قد تغير وان مصير الرئيس السوري يحدده شعبه على المدى الطويل.
الموقف الامريكي التقليدي منذ انلاع الازمة السورية قبل ستة اعوام كان ثابتا بالمطالبة بتنحي الرئيس الاسد ولم يتغير مطلقا خلال سني الازمة وهذا يعني ان الموقف الامريكي قد دار بما يعادل 180 درجة ليشكل انعطافة استراتيجية كبيرة ستغير شكل التعاطي مع المسألة السورية مستقبلا.
وقد رافق تصريح تيلرسون تصريحا لرئيس الوزراء التركي اعلن فيه حل قوات درع الفرات المكونة من وحدات مما يطلق عليه الجيش السوري الحر وقوات تركية تسيطر على مساحة كبيرة من الاراضي السورية المتاخمة للحدود مع تركيا وتمتد الى عمق الاراضي السورية في مدينة الباب الواقعة على تخوم مدينة حلب.
الانعطافات الحادة في المواقف لطرفين مهمين جدا في الازمة السورية كامريكا وتركيا تشير الى ان معطيات جديدة تكتسب الطابع الاستراتيجي قد تم ضخها في المعادلة، خاصة ان المشهد حول الرقة عاصمة دولة داعش اخذ بالتبلورليأخذ شكله النهائي استعدادا لواحدة من اكثر المعارك عنفا ودموية على الارض السورية منذ اندلاع الازمة.
لقد جاءت تلك الانعطافات في المواقف التركية والامريكية نتاجات منطقية للمعادلات العسكرية على الارض السورية، فبعد ان تمكن الجيش السوري ومسانديه من استعادة مدينتي حلب وتدمر وصد اوسع هجوم للمسلحين في عمق العاصمة السورية دمشق اصبح اتجاه بوصلة الحسم واضحا وتم فتح الافق المسدود امام احداث تغيرات استراتيجية في مواقف القوى المنغمسة في الصراع.
لقد اكتسبت مواقف كهذه اهمية استثنائة خاصة بعد ان انتهى مؤتمر القمة العربية الى عدم تحديد مواقف عملية من المسألة السورية تاركا معادلة التعاطي معا على حالها، بينما كان الاجدر ان تتولى القمة التي تمثل العرب جميعا الأخذ بزمام الامور وتقديم تصور استراتيجي للحل بما يضمن وحدة الاراضي السورية وتماسك الدولة لمنع الانهيارات التي شاهدنا نتائجة المدمرة في العراق وليبيا واليمن.
اجمالا، الاسابيع القادمة ستكون حاسمة وتشير الى اتجاه الاحداث بصورة اكثر وضوحا..