قمة عربية على مشارف اسرائيل للمطالبة بتحرير اليمن .. !!
عدنان الروسان
01-04-2017 02:14 PM
الناس نوعان ، أناس يتكلمون و يتكلمون ، و أناس يفعلون ، و الذين يفعلون هم الذين يقررون مصير العالم من حولهم و يصنعون حاضرهم و مستقبلهم و حاضر و مستقبل أجيالهم و لا يملك الذين يتكلمون إلا الانصياع للعالم الذي صنعه الذين يعملون و مواصلة الكلام و الكتابة و التنظير كما نفعل جميعنا حكاما و محكومين في عالمنا العربي في المائة سنة الأخيرة التي أصبحنا فيها كلنا خبراء إستراتيجيون و محللون سياسيون و متنبئون من الدرجة الأولى ، أتقنا فن السادية حتى وصلنا إلى أقصى مراحلها و تفوقنا على أنفسنا في فنون كثيرة حتى طق عرق الحياء من وجوهنا .
كنا نتندر بحرب داحس و الغبراء التي نشبت بين قبيلتي عبس و ذبيان و استمرت أربعين عاما من أجل اختلاف على نتائج سباق للخيول بينهما و اليوم هاهي نفس القبائل تتحارب ، في ليبيا ، برقة و طرابلس و لا ندري لماذا أو على ماذا ، وفي اليمن قبائل الحوثيون و بني الأحمر من جهة و جماعات بني عبد ربه منصور هادي و جر الصراع القبائل العربية المجاورة في الخليج كلها للقتال ، و في سوريا اختلط الحابل بالنابل فلا ندري من يقاتل و لا ندري من انهزم و لا من انتصر ففي كل يوم الآف الانتصارات و الآف الهزائم تحدث و يتكرر المشهد كل يوم منذ ست سنوات بلا انقطاع ، و دخل الفرس و الروم و بني الأصفر و بني الأبيض على خط القتال مؤيدين لكل الأطراف و معادين لها جميعا في آن واحد للحصول على الغنائم بعد فناء أصحاب الدار المتقاتلين و في العراق لم يعد هناك وجود لهارون الرشيد و لا لنخيل العراق فقد مات كله و قبائل الفرس تحارب القبائل العربية و الشيعة يذبحون أهل السنة انتقاما للحسين الذي خذلوه هم ، و الأكراد يذبحون بالعرب و العرب يذبحون بعضهم بعضا و أربعة عشر سنة و الدولة إن كان هناك دولة تعد بالانتصارات بينما الشعب الذي يمتلك ثلث مخزون العالم من النفط ليس لديه ماء و لا كهرباء .
ثم تنعقد القمة العربية و يتنادى زعماء العالم العربي و ننخرط كلنا في وصف ماذا لبس كل زعيم و كيف وصل كل زعيم و عظم حاشية كل زعيم و كيف وقع كل زعيم و كم زعيم نام و القمة منعقدة و أنواع الطعام و من ثم نسمع كلمات الزعماء فنعرف لماذا اختار الأردن البحر الميت لعقد القمة فلم يكن ذلك عبثا و لا صدفة بل أدرك الأردن بعد أن علمته التجارب من هم العرب ، أن زعماء العرب بحاجة إلى البكاء و العويل فاختار لهم أقرب نقطة لحائط المبكى حتى يكون للبكاء قيمة و حتى نشارك الجيران بكائهم على ماضيهم ببكائنا على حاضرنا و مستقبلنا .
حتى اللغة ... آه من اللغة العربية أشقتنا و أبقتنا
إذا استثنينا مضيف القمة و واحدا أو اثنان من الزعماء العرب لغتهما سليمة فالباقون عشرون زعيما لا يعرفون القراءة و الكتابة ، و لا يعرفون الضمة من الفتحة و لم يسمعوا بالخليل بن احمد الفراهيدي و لا بعمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي و لا بقواعد اللغة لا يتقنون التحدث حتى بالعامية السائدة في بلادهم ، لقد كان أداء الغالبية في الحديث و الخطابة و اللغة مخجلا و مقرفا و يدلل على أن الزعماء ليسوا أهل كفاءة بشيء فهم لا يتقنون حتى فن الحديث حتى يتقنوا فن العوم في عوالم السياسة و التاريخ و الإستراتيجيا .
الناس يتندرون بزعمائهم و حكامهم ، و مواقع التواصل الاجتماعي مكتظة بكل أنواع السخرية من النظام الرسمي العربي و من مؤتمرات القمة و من حاضر و مستقبل الأمة العربية ، و تنتهي القمة و يستمر البكاء و النحيب و تستمر حرب داحس و الغبراء بين القبائل العربية بينما شيلوك تاجر البندقية يتكئ على عصاه في القدس و ينظر مبتسما إلى أمة قد ضحكت من جهلها الأمم و ينتظر أن يستسلم الجميع بعد أن أنهكوا قوى بعضهم البعض ليأتي إلى مجاري الفرات و النيل و يبيعنا الماء العربي حتى لا نموت من العطش و حتى يتربع على خزانات النفط التي حرمنا منها أنفسنا و بعضنا البعض و صار النفط في إسرائيل و أمريكا ارخص منه البلاد العربية .
أعجبني أحدهم لا أذكر من ، قال و أخيرا اجتمع الزعماء العرب على مشارف فلسطين المحتلة ليطالبوا بتحرير اليمن ..