عندما بدأت فكرة دراسة الماجستير تلوح بالأفق، استخرت الله تعالى قبل القيام بإجراءات التسجيل ..
ذهبت إلى الجامعة، واتجهت لقسم القبول ،واستفسرت عن المواد التي أرغب ب دراستها في الفصل الأول ،فكان الجواب من "الموظفة" ب أن برنامج الإدارة المسائي أغلق ، فتوجهت علي الفور للشارع وانتظار" باص المواصلات" كون الجامعة خارج عمان ..احترقت قليلا من أشعة الشمس ،حتى صدح الأذان معلنا دخول وقت الظهيرة ،وما أن انتهينا من صلاة الجماعة ،حتى بدأت "الباصات" بنقل الطلاب لمناطق مختلفة من العاصمة ، ولكن لم أستطع حجز مقعد لي ،بسبب تأخر الموظف المتخصص ببيع التذاكر لظروف هو أعلم بها ،ومع ذلك لم ايأس ،فاستنفرت لموعد جولة المواصلات الثانية ، التى ستبدأ بعد نصف ساعه..
وبينما أنا جالس في حيرة من أمري بجانب لهيب الرصيف الحارق ، لمحت موكب قادم من هناك ..،فهذا الوفد القطري متجها للبوابة الرئيسة ،ويترجل الشيخ برفقة أصدقائه ويقول لي ؛ يا أستاذ وين القبول والتسجيل!! أبي أسجل فقط يوم واحد من كل أسبوع !!فأجبته؛ لاتغلب حالك انتهي التسجيل ..فقال لي؛ ما في شي يغلق بوجهي، امش معي وسجل الي تبيه واااانا أبي مثلك... ، وبالفعل بدأت بكتابة عناوين المواد ،فقال لي؛ خلك الحين أجيك..
أثناء الانتظار تذكرت بأنه قد حان وقت "باص المواصلات "فهرعت للمكان ولم أجد إلا نفسي والشيخ الذي أخبرني بأنه كان يبحث عني ، وبشرني بأن صديقه رئيس الجامعة قد وافق علي إكمال دراستي الحامعية،معلنا تحرك مسيرتي في الإنجاز بفضل الله أولا ثم بعباده الذين جاؤوا من دول مجاوره..
ولم تنته الاستخارة عند هذا الحدث،بل أخبرني رئيس الجامعة بأن منتسبي جمعية متضرري حرب الخليج لديهم خصم 50% وبامكاني التوجه الي مقرهم الدائم واعتماد انضمامي بأثر رجعي..،وبعد انتهاء الفصل الأول ،لم يكمل صديقنا الشيخ دراستة لأسباب خاصة ،فوجدت صعوبة في تسجيل مواد جديدة ، كما هي مواد الفصل الأول ،ولكن بمجرد دخولي للتسجيل ،قامت الموظفة السابقة بمساعدتي وتسهيل كافة الإجراءات دون أدنى خلاف ولله الحمد .. تلك هي الاستخارة ياسادة ياكرام.