من فم الوقت (أسفار غابرة)!
حلمي الأسمر
31-03-2017 07:19 AM
-1- من سفر الغياب، والماضي!
لا شيء يستحق، حين تلقي رأسك على ذراع محشوٍّ بالغيم!
في حقيبة السفر، نحمل أسرَّتنا، والوسادات المحشوّة بالأحلام المؤجلة، والرشفة الأخيرة من فنجان قهوة، كان يشربنا!
قصاصة الورق التي «خربشتِ» عليها، تحولت إلى شاطئ مهجور، ومقعد يجلس عليه ظلان!
صحوتُ أبحث عني، فوجدتُني في فنجان قهوة الصباح، أحتسي ذكراك!
تلك الشهقة المشبعة بحُنوٍّ مباغت، قد لا تستغرق غير بضع ثوانٍ، قد تكفيك، دهرا من انتظار!
لا شَيء يَعْدِلُ مَساءً، بنكهةِ الغَيْم!
الدقائق الخمس المثيرة للهاث، التي تنتزعها من فم الوقت، قد تساوي عمرا كسولا، مضجرا!
ثلثا حياتنا وهم، نحاول أن نقنع أنفسنا أنه حقيقة، الثلث الأخير، حقائق نعتبرها وهما نرفض أن نصدقه!
في خضم الفوضى والضجيج، والابتعاد عن كل شيء، تجد فرصتك الذهبية لإعادة ترتيب مشاعرك!
سأعتذر، لأنني أسأتُ فَهْمي، حينما قلتِ انتظر!
-2- تجهم!
في جمال النفس ترى الجمال ضرورة من ضرورات الخليقة، وَكَأنَّ الله أمر العالم ألا يعبس للقلب المبتسم!
من أجمل ما قرأت للمبدع المرحوم مصطفى صادق الرافعي.
كلما تذكرت أنك متجهم بلا سبب، أو حتى بسبب، لا يكلفك الكثير إن أرخيت عضلات وجهك بابتسامة، أو حتى لو عدت إلى الوضع «الطبيعي» بلا ابتسام أو تجهم!
-3- قارئ نهم!
أن تكتب، يعني أن تتنفس، من رئة الكلمات!
الرغبة بالكتابة، تشبه الشغف بتسلق غيمة، أو الركض بين سطور لم تكتب بعد، أو اكتشاف لحن لمؤلف مجهول، أو مغازلة مقعد وحيد في غابة!
كلما كتبتك أكثر، ازداد إحساسي بأني قارىء نهم، لم لا تكتبين؟!
-4- فرح!
في داخل كل منا سر غامض، أو «كود» لم تُفَكّ رموزه بعد، يحتاج لـ»آخر» لاكتشافه وإماطةِ اللثام عنه!
حين تُصبح الحياة «بالقطعة» لا تأسَ إلا على فرح لم تُحْسن الشعور به، أو رِفْقةٍ طيبة فرّطتَ بها!
في داخل كل منا احتياطي استراتيجي من الفرح، فقط يحتاج لمن يستخرجه!
-5- بدايات ونهايات!
كان يحب من الحب البدايات، وكانت تحب من الحب النهايات، لهذا، بقيا بعيدين، بُعد البداية والنهاية!
خارج النص:
أحب أن أشرب قهوتي الصباحية وحدي، كي لا يشاركني بك أحد!
الدستور