في القمة: نعم نجحنا بحكمة القائد
د.مروان الشمري
30-03-2017 02:21 PM
لقد كانت الموضوعية والواقعية السياسية الاردنية والإيمان المطلق بالاعتدال والابتعاد عن الدخول في اَي مهاترات جانبية عند كل ظرف إقليمي حرج والصبر الاستراتيجي الأردني على تحمل المشقات في سبيل رفعة هذه الأمة واعانة المنكوبين منها والترفع عن الصراعات والخلافات وتغليب صوت العقل والحكمة والثبات على المبادئ الاردنية الأصيلة التي آمن بها الاْردن منذ انطلاق ثورته فيما يخص العرب كأمة تحتاج ثوبا واحدا وعقلا مركزيا يعالج خلافاتها الجانبية ويقوي وجودها ككيان واحد موحد، كل هذا كان من العلامات الفارقة دوما والمميزة للمواقف الاردنية من كل قضايا الأمة والإقليم والتي تميز بها الاْردن وتقدم على الكثير من الاشقاء وباعترافهم وهذا كان على الدوام قدر الأردن قيادة وشعبا.
لقد نجح القائد بفضل الله ومن ثم بفضل حكمته وحنكته ومصداقيته وثبات مواقفه ورجاحة عقله في جمع اكبر تجمع للقادة وعلى اعلى مستوى منذ زمن بعيد، وهذا بحد ذاته إقرار واعتراف بمدى قدرته على التأثير وبمدى احترام العرب جميعا له وللأردن شعبا ومؤسسات، وهذه رسالة على قوة ثابتة وتزيد للدولة الأردنية التي وفِي خضم المعمعات الإقليمية نجحت وعلى اعلى مستوى في استضافة أكبر حدث عربي وبتنظيم باهر ولله الحمد من قبل ومن بعد.
لقد نجح الاْردن تنظيميا بعد الجهود الأسطورية التي تفوق فيها الاْردن على نفسه وبفضل ابطالنا الاشاوس في قواتنا المسلحة ومخابراتنا وأجهزتنا الأمنية وفِي باقي مؤسسات الدولة وعلى رأسها وسائل الاعلام والجنود المجهولين في باقي المؤسسات.
ان الصبر الأردني الاستراتيجي وهو القدرة الاردنية على التحمل والصبر والاطلاع بالأدوار الريادية والصعبة والتي تتطلب تضحيات عظام في محطات مهمة وحساسة وخطيرة من تاريخ المنطقة وذلك بتضافر جهود الشعب الذي يثق بحكمة ورؤى القائد الاستراتيجية اقليميا ومحليا وجهد أسطوري بطولي من مؤسسات الدولة السيادية وبعمل جبار من الجنود المجهولين للدولة الحقيقية (ليست الحكومة) كان دليلا داعما ومثبتا للرؤى الاردنية وعاملا يزيد من احترام الأردن عربيا وعالميا وقد اجبر ذلك العالم اجمع على الاستماع للأردن وقائده في كل ملف يخص المنطقة وفِي كل قضية من قضايانا والتي تكفل القائد المفدى بالدفاع عن حقوق العرب والمسلمين فيها ومن على كل المنابر ويشكل بداية تكوين المحطة الاردنية الهاشمية التي ستعيد كتابة التاريخ العربي اقليميا ان تم دعمها وايضاً ستخلق فضاءات امتنان وتقدير اكبر عالميا للدولة الاردنية بقيادتها وشعبها وان وفقنا الله فان هذا البلد الطيب سيبقى على الدوام الأميز والأكثر وفاءا والتزاما بكل ما هو حميد وخيّر وبكل ما فيه خير شعبنا وأمتنا بشرط ان ينضم الكسالى والمقصرون من الطبقة السياسية في البلاد لباقي المتميزين في بلادنا وهم الجيش والمخابرات وقوى الأمن وهذه الثلاث هي أعمدة التميز كانت وما زالت وستبقى بعون العزيز القوي
ان من اهم ما أنجز دون اعلان ويمكن قراءته من مواقف كبار العرب وقادتهم هو الإقرار بضرورة الاتفاق بين كبار الأمة على إنهاء كل انواع الوصايات والانتدابات والسيادات المنقوصة بالتدريج وان الجهد الأردني عربيا والرؤى الاردنية التي قامت على الصبر الأردني الاستراتيجي لا بد وان ينجح ان تم دعم جهود الملك المفدى في صياغة جبهة عربية سياسية موحدة برؤى متوازنة بلغة يفهمها الآخرون جيدا ودون انفرادات مصالحية للبعض ومتاجرات جانبية بالشعارات ومهاترات للاستهلاك العاطفي
فمثلاً يكاد الملك ان يفض الانسجام الإيراني الروسي ليعزل طهران وكذا سيفعل مع الكيان اذا تم دعمه بقوة اجماع عربي سياسي وهو ما يمكن ان يكون اذا طبق العرب سياسة التحرك الموحد تحت عنوان واحد وهو مصلحة العرب العليا والذي سينجح ان تم دعم جهود الملك الخارجية فيما يخص القضايا المركزية والمتابع لخطاب الملك يدرك احد اهم الرسائل التي تضمنها الخطاب وهي انه اذا اردتم أمة قوية فلتكن أجندتنا واحدة منبعها عربي ومصبها عربي، بكل امانة فان الاْردن كان على الدوام الأكثر صراحة وشجاعة وصلابة في المواقف والملك ثابت كما صخور الانباط وجذور العرب الاقحاح في كل ارض نطقت بها الضاد، الامر الذي جعل من الملك عنصر الاجماع العربي دون استثناء وهو المفوض الان للتحدث باسم الأمة في واشنطن وهو خير من سيحمل الرسالة القائمة على حل عادل وأما بلا.
ان الاستقبال الحافل للملك سلمان هو من ابلغ واجمل الرسائل التي ارسلها الاْردن للإقليم والعالم وهو ان علاقتنا مع السعودية ليست خاضعة لأي مساومات دولية وستبقى البوصلة واحدة.
ان استقبال المشير عمر البشير هو رسالة قوية جدا للعالم بان الأردن كان وسيبقى عربي الهوى والهوية وان اجندته عربية رغم التزامه بالقوانين الدولية واحترامه للمؤسسات الدولية ولكنه لا يُؤْمِن بشفافية بعضها ونزاهتها وينتقد ضمنا ازدواجية المعايير فيها.
ان رسالة الاْردن بضرورة حل الدولتين وان لا سلام ولا استقرارا دون ذلك هي من أقوى الرسائل الثابتة والمستمرة للأردن وقائده المفدى وفيها بلاغة سياسية لا يدركها الا الموغلون في شؤون الإقليم من دول العالم الاساسية والمتحكمة والمتداخلة في الإقليم.
ان رسالتنا فيما يخص التطرّف والخوارج واضحة وثابتة وهي ان العرب والمسلمين هم اكثر من تضرر من هذه الفئة الضالة وبأننا كعرب معنيون كما العالم بمحاربتها وفِي ذلك نفي وادانة للاتهامات الظالمة لنا ولديننا ومحاولات لصق التطرّف به زورا وبهتانا.
يبقى ان يستمر العرب في التحرك ككتلة واحدة وان يقوموا بدعم الجهد الأردني الذي يقوده الملك في محاولاته إيجاد حلول عادلة وسلمية تقي المنطقة شرور التطرّف وتحمي شعوبها من صراعات تاكل الأخضر واليابس وتقضي على مستقبل الأمة ان استمرت.
نجح الأردن قيادة وجيشا وشعبا وأثبت للعالم اجمع قوة الدولة الأردنية
د. مروان الشمري