وأخيرا فالعرب يتنفسون الصعداء منذ 2011
أ.د. محمد الفرجات
30-03-2017 12:34 PM
كان المشهد مؤلما حقا، فهناك في جهة من العالم تفجير وراءه عربي، وفي بقعة من هذا العالم قوارب تحمل المئات من اللاجئين العرب ممن تعيش ديارهم سفك الدماء، فتغرق وتحملهم الأمواج إلى الشواطيء، أو قد يصلوا اليابسة لدولة ما فتلحق بهم فلول البوليس والإعلام يغطي دراما مذلة.
الرقاب تطير بلا سبب على أيدي قوم لا يعرفون لماذا يقتلون، والقاتل يصيح "الله أكبر" والمقتول ينطق الشهادة، ففقدت البوصلة وترهلت الدفة والمعنويات أصبحت بالحضيض في قلب العروبة، ولم نعد نعرف سوى عالما يتأفف منا ويحملنا مسؤولية تعثر دابة في القطب الجنوبي الذي لا يعيش به أحد. الصورة تتشوه والصمت يعم المشهد، والعرب في سكون، حقا كان مؤلم ومحزن.
القمة العربية تعيد إلى العرب مكانتهم على الصعيد الدولي، فعلى الأقل هنالك جسم عربي ينطق ويناقش الجروح بين الأعراض والأسباب من جهة، والحلول من جهة أخرى.
القمة التي أطلق عليها "قمة الأمل" تناولها الإعلام العالمي بإهتمام بالغ، والكثيرون ينظرون لأبعادها، والصف العربي يتوحد بعد تشتت، هذا كان الملخص الأبرز. نعم فالعروبة آن لها أن تنطق وتعلنها من قمة عمان بأن العنف والاحتلال والتشريد والدماء البريئة يجب أن تواجه بعمل عربي مشترك؛ دبلوماسي وتنفيذي.
رئيس المؤتمر عبدالله الثاني إبن الحسين ليس بغريب عليه ولا على ملوك بني هاشم من قبل ولا على هذا الشعب والثرى أن تنطلق من لدنهم بذور الخير، وإعادة الأمل وترميم ما قد تشرذم منذ 2011.
العرب اليوم بأفضل حال مما كانوا عليه، والبوصلة تتعاير لتوافق الواقع فيما أن الدفة توازنت تماما نحو الهدف؛ الأمن والإستقرار والإنتعاش الإقتصادي تحت عنوان الوئام والمصالحة.
سيدي رئيس المؤتمر وقائد الدفة، سيدي أبو حسين هنيئا لك ما أثبت فيه للعالم أنك أهلا له، هنيئا لعمان بكم، هنيئا لنا بكم، هنيئا للعروبة مجدها وسؤددها إبن هاشم حفيد محمد صلى الله عليه وسلم.