حيدر محمود يشدو على منبر جامعة اليرموك
أ.د. أمل نصير
30-03-2017 10:18 AM
ضمن النشاطات الثقافية التي تزخر بها الجامعة هذه الأيام عقدت الندوة الشعرية التي نظمها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية بمناسبة يوم الشعر العالمي، وأحياها الشاعر حيدر محمود بشدوه الجميل.
كان ديدن جامعة اليرموك منذ نشأتها الاهتمام بالمناسبات الوطنية، وعقد الاحتفاليات الثقافية، ولكنها اليوم تُبعث من جديد بهمة عالية، ونشاط ملحوظ بحيث وصلت النشاطات العلمية والثقافية في يوم واحد إلى8 فعاليات، وهي بذلك تحقق رسالة الجامعة التي لا تقف عند حدود التعليم فحسب، وإنما هي تتخطى ذلك لتحمل القيم الوطنية، والإنسانية الصادقة التي تجعل من المشهد الثقافي أكثر تأثيرا لخدمة الطلبة والمجتمع، وتعزيز بناء جيل ينتمي إلى وطنه إضافة لما لهذه النشاطات من صقل شخصية الطلبة، وتهيئتهم للقادم من حياتهم.
إن تزامن هذه الفعالية مع ذكرى الكرامة مع ما تحمله من مشاعر الأردنيين لوطنهم، وذكرى شهدائهم الأبرار، وإحياء ذكريات ذاك الزمن الجميل في نفوسهم - جعل لها مذاقا خاصا عمقه الشاعر حيدر محمود، فأنعش القلوب، والذكريات الجميلة لعمر جيل من الأردنيين الذين حفظوا قصائده، وترنموا بها صباح مساء، فشكلت ذاكرتهم الجمعية، وسني عمرهم، وهو الذي شدا للوطن والإنسان، ونافح وما زال عن القابضين بأكفهم وعقولهم وضمائرهم على وطنهم وعروبتهم بالكلمة الصادقة التي لا تحيد عن القلب، كيف لا وما زلنا ننشد معه:
على اليرموكِ أقسمنا اليمينا بأن نبقى له الحصنَ الأمينا
وعاهدناهُ أن نرعاهُ نهراً يُجدّدُ خالدَ الإيمانِ فينـــــــــــا
وعاهدناه أن نرعاه شمساً تُضيء قلوبنا دُنيا ودينـــــــــا
فنحنُ بَنوهُ مذ كُنا وكان روافدهُ الحمى للواردينــــــــــــا
هُنا في ظِلّكَ الحاني أقمنا لمجدِ العِلم يا يرمـــــــوكُ دارا
إننا حين نسمع حيدر محمود لا يسعنا إلا أن نغني معه قصائد وأناشيد عاشت في وجداننا، وترسخت في ضمائرنا، فهو بإيقاعه العالي، وانسجام حروفه، وتناغم كلماته، وصوفيته الحالمة يأخذنا إلى عالم نغرق فيه حبا ورضى.
الشاعر حيدر محمود عشق إربد وعمان وكتب لوصفي التل، والزيتون، والأردن الذي نحبه كثيرا، ولفلسطين وجرحها الغائر في قلوبنا، والقدس الأسيرة، وزهيرات الخزامى، وصبايا الحي، فصار شعره نشيدنا الخالد في مواقف كثيرة كما في رائعته في مدينة عمان الذي حفظناها عن ظهر قلب وترنمنا بها في خلوتنا وفي ظهورنا.
أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين
فاهتز المجد وقبلها بين العينين
بارك يا مجد منازلها والاحبابا
وازرع بالورد مداخلها باباً بابا
وازرع بالورد مداخلها باباً بابا
إنه صباح استثنائي من صباحات اليرموك الجميلة الذي تزدحم فيه المناسبات الجميلة من عيد الأم والكرامة، واستعادة المحطات الجميلة من عمر الأردن أن يُعطر بشدو حيدر محمود على منبرها، فغنى بصوته ما يجيش في قلوبنا، وما يعطر حياتنا، وما يعزز كرامتنا، وما يجعلنا نمتد في فضاءات الماضي والمستقبل في آن واحد.