رغم أنني "عتبان" على جامعة الدول العربية والزعماء العرب والامين العام للأمم المتحدة ومبعوث ترامب لعدم دعوتي للقمة العربية، ولا أعلم كيف سينجح أي عمل عربي مشترك وكيف سنحلم بالوحدة ونسعى لتحجيم التدخل الإيراني وأنا مستثنى من حضور القمة ولم تتم دعوتي، مع أنني أرأس جروبا على الواتس أب!!
قبل أيام كتبت على صفحتي الشخصية، أن العالم ينتظر من قمة عمان الإجابة عن عدة أسئلة دقيقة وبالغة التعقيد بخصوص التدخل الإيراني والملف السوري وحلول الأزمة اليمنية ومكافحة الإرهاب والصراع في ليبيا، والشعب الأردني ينتظر من القمة الإجابة عن سؤال واحد فقط: هل من عطلة الأربعاء؟!
مع أنه لم تتم دعوتي، ولم يتم الإعلان عن عطلة رسمية يوم الأربعاء، فكيف لي كمواطن أن ألمس النتائج الإيجابية للقمة!
العالم اليوم يتسابق لاكتشاف الحياة على المريخ وامتلاك القنابل النووية، ونحن العرب نتسابق فيما بيينا بحيث لم نترك قطا ذا عينين زرقاوين، أو "شبشبا" مرصعا بالألماس، أو عجل سيارة من جلد الغزال، إلا وناضلنا ليكون من نصيبنا، بينما أهل الغرب لم نسمع أنهم صرفوا قرشا واحدا على ببغاء تتكلم عدة لغات وترد على هاتف المنزل، وفيها منبه!
نعم يا سادتنا لن نردع إيران وإسرائيل بامتلاكنا ببغاء تغني، سنردعهما فقط بامتلاك أفضل الجامعات، وأقوى الصناعات، ومراكز للأبحاث الفضائية والدفاعية والعلاجية والتعليمية.
نريد همما تبدأ بتأسيس جامعة عربية لها فروع في كل الدول العربية، تضم خيرة العلماء والمدرسين، ومهمتها الأبحاث العلمية وتخريج القيادات الواعدة لننطلق الى المستقبل، لن نردعهم ببيان، بل سنردعهم حين نعلن ونفرح عند وصول أول مركبة عربية الى الفضاء، لا ان يشاهدونا نفرح فقط بوصول ريال مدريد الى المباراة النهائية.
من بدر كانت أولى طلائع المجد والنصر، وأول سيوف الحق والعدل. من بدر توهجت الصحراء نورا وتلاحما وتسامحا، فكان لأمتنا حينها العزة والفخر. من يصدق أننا بعد تجمع (بدر)، لم يجمعنا كعرب الا أبو بدر في مسلسل باب الحارة! بعد أن كانت خيولنا تزلزل الأرض وتضرب موعدا مع التاريخ في ساحات الوغى، أصبحت قلوبنا تنتظر على أحر من الجمر مشاركة أبي بدر بطولة الجزء القادم من مسلسل باب الحارة حتى تقوم فوزية بتنكيسه ومعاقبته، فيرى العالم أن خليفة صلاح الدين الأيوبي، وخالد بن الوليد في الأرض، هو أبو بدر!
نريد همما تزرع في الأجيال القادمة ان الأمة أكبر من الوطن، ونريد رسالة إعلامية عربية موحدة تشحذ همم الشباب وتدعم طاقاتهم وتخبرهم أنهم أحفاد العلماء. كيف يغيب ابن سيناء، وابن خلدون، والخوارزمي عن المشهد ولا ننتج لهم مسلسلا واحدا، بينما منذ عشر سنوات يتصدر أبو بدر بطولة المشهد الاعلامي العربي!
اليوم قد نجد قاعة تتسع للزعماء العرب، بينما إذا استمر تفرقنا وتشرذمنا قد يصبح عدد القادة العرب أكثر من جمهور برشلونة، وحينها سيضيق المكان وستتبخر الأحلام بالوحدة والوئام.
نريد همما ترفض بكل قوتها تقسيم أي دولة عربية. ونريد همما تدعم الديمقراطية واختيار الصندوق حتى لا يتسلل الإرهاب والفكر المتطرف. نعم صندوق الانتخاب تكلفته لا تذكر، بينما تكلفة القضاء على داعشي واحد يحتاج الى 2 مليون دولار؛ طائرة وصاروخ وأجهزة تتبع، وفي كثير من الأحيان لا نصيده!!
نرجوكم الهمم، لا القمم، حتى نحلم بمستقبل مشرق.
الغد