ابدعت تشريفات الديوان الملكي برعاية سيدنا الخاصة في حفل استقبال جلالة خادم الحرمين، فقد كان الضيف الكبير كما نحب له أن يكون، مرتاحاً ويشعر وكأنه في بيته، وبدل ان تستعرض حرس الشرف جاء الحرس إليه، وبدل العربة المفتوحة المخصصة له ولمضيفه الكريم، ثمَّ تنقله من المطار الى قصر الندوة بحافلة عادية، وكان اختيار هذا القصر الصغير، أجمل كثيراً وأكثر رعاية لضيف ينتقل في القارات بكل هذه الهمّة.. اعطاه الله الهمّة.
طوّعت التشريفات كل البروتوكول. فالملك سلمان في بلده، ومن المهم أن يكون شعوره هذا الشعور لأن ملك الأردن، وشعب الأردن يريدان أن تكون هذه الزيارة معلماً في علاقات الاخوة والجيرة الرضيّة. لكل زعيم عربي يريد ان يتعامل مع اشقائه بهذه الروح والمحبة والتقدير.
هذا التطويع للمراسم، يقابله صلابة المسؤولية ما يحمل همها سلمان بن عبدالعزيز. فهو الحاضر الدائم كما يتطلب موقعه في قيادة المرحلة، وموقع أخيه عبدالله الثاني في اجتراح هذا النمط من القمة، وهذا الجهد لإعادة النظام العربي الى الحياة بعد هذا الخراب وانحلال الدول، وتشرّد ملايين الناس من بيوتهم ووطنهم، واذلالهم بإرهاب لم يشهد تاريخنا مثيلا له على مدى التاريخ العربي من هجمات البرابرة، وغزاة الفرنج، وتجبر المماليك، وتخلّف العثمانيين.
ستكون القمة، ميدان ضيفنا الكبير وفي رحاب عبدالله الثاني، وفي مكان هو أقرب ما يكون الى القدس، وأرض فلسطين، وهو مميّز بما أُضيف إلى بريته - التعبير الديني بريّة الأردن - من عقول الأردنيين الخلاّقة. فلا يوجد مدينة للمؤتمرات مثل القصر الذي أمر ببنائه الحسين العظيم. فهو كان يعرف بعيونه التي ترصد مستقبل بلده، ان هذا المكان الذي ميّزته الطبيعة، سيكون حجر الزاوية في بناء الأردن.
استقبال ضيف الأردن الكبير.. كان كما علاقات البلدين، جميل وعملي بامتياز.
الرأي