الاعوام تمر سريعة كالغزلان في الحقول و المروج ... هذه هي حياتنا....!

لا أدري كيف قادتني قدماي لولوج شارع الصحافة في اوائل الستينات ،اعتقد ان الطيبين كثر في مهنة المتاعب ..الجميلة. هذه ، لكنني لم ولن انسى المعلمين الفاضلين الاستاذ المرحوم عبد الحفيظ محمد رئيس التحرير للصحيفة الاسبوعية "أخبار الاسبوع". التي كانت تصدر في عمان، والاستاذ المرحوم خالد الساكت معلمي في كلية الحسين والكاتب لعمود اسبوعي في صحيفة المنار التي كانت تصدر في القدس والمشرف على برنامج " مع ادبنا الجديد " في الاذاعة الاردنية بعمان ..

في صحيفة اخبار الاسبوع عمود "من كل واد حصى" كنت اداوم على قراءته لجدية وسمو موضوعاته ورشاقة الكلمات للصحفيين والكتاب فيه ، كل ذلك دفعني لإرسال مقالي وبالبريد العادي اليها لأفاجأ في موعد الصدور انها قد نشرت ولأول مرة في حياتي المهنية الصحفية وبخط اسود غامق....!

في شارع السلط حينذاك وشارع الملك حسين الان مقابل سينما زهران كانت مكاتب وادارة اخبار الاسبوع..سألت عن مكتب رئيس التحرير فدلني شاب وسيم اليه..وعندما وصلته كان يفيض برجال من مختلف الاعمار يتحلقون حوله ، قدمت نفسي اليه فرحب بي اجمل ترحيب واصر ان اشرب قهوته وكان اطيب فنجان قهوة شربته قبل هذا اللقاء التاريخي...

حكايتي مع استاذي خالد الساكت مختلفة..

أتذكر، ان الاستاذ الساكت سلم لنا دفاتر الانشاء وعندما استلمت دفتري لم اجد فيه موضوعي الانشائي ودون ان اسأله قال لي وللصف كله :موضوعك معي ..مشيرا الى الجيب الداخلي لمعطفه، مضيفا :إنه قصة صغيرة متكاملة فنيا وسيكون موضوع النقاش في البرنامج الاذاعي القادم.." مع ادبنا الجديد "..

وهذا ما حصل، كما اخذت مكافأة مالية..ورسالة شكر من مدير الاذاعة حينذاك المرحوم وصفي التل..!

كم كانت تلك الايام باسمة وواعدة ..!