القمة العربية و التاءات الثلاث *
د. مصطفى العساف
28-03-2017 05:07 PM
لعل الاستعداد الذي قام به بلدنا العزيز الاردن لإنجاح مؤتمر القمة العربية قد وصل إلى غايته أملا أن تكون هذه القمة متميزة ، وعلى مستوى المرحلة التاريخية التي يمر بها الوطن العربي برمته ، والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلا بمرارتها وجراحها.
وهناك أسئلة كبرى تدور منذ زمن في عقل المواطن العربي نستطيع أن نطلق عليها اسئلة الأزمات المتراكمة , أولها وأهمها أزمة الثقة بين الشعوب العربية وأنظمتها الرسمية , فالفجوة كبيرة وكل يوم في اتساع والبواعث لهذا كثيرة فالمواطن العربي يريد أن يجد من مخرجات القمة ما يحفظ له كرامته وحريته وهويته ويريد أن يطمئن إلى المستقبل ، وأن يرى خطوات عملية في النهضة و التنمية و العدالة , يريد لوطنه العربي أن يكون مؤثرا في حركة العالم ، وان يكون له كلمة مسموعة و محترمة لدى أمم العالم , لا أن يبقى مستهلكا متهما بالتخلف والجهل والإرهاب، يريد الوطن العربي من مؤتمرات القمة الدورية والطارئة أن تجترح حلولا لقضاياه الكبرى السياسية والاقتصادية.
فالتاءات الثلاث ( التجزئة والتخلف والتبعية ) التي عاشها الوطن العربي منذ ما يزيد على قرن من الزمان ، ما زال سكينها يضرب ويغوص في جسم الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه.
وعليه فإن القمة إن لم يكن لقراراتها انعكاس إيجابي ومباشر على هذا الوطن فإن خيوط الثقة التي أشرنا إليها ستزداد ضعفا ووهنا على وهن.
فأسئلة فلسطين وقضيتها ما زالت تنتظر الجواب الشافي، وهي الأقدم و الأكبر، وقد عظم جرحها ، وازداد سؤالها حينما انضمت إليها قضايا كبرى كسوريا و العراق و اليمن وليبيا وغيرها .
فهل بمقدور القمة أن تجيب الإجابة التي تجعلها تصل علامة النجاح ؟؟!
أدعو الله بذلك وأن يجعل فيها الخير.
*الكاتب عضو في مجلس النواب الاردني.