facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




صفقنا للحكومة ..


محمد حسن التل
17-11-2008 02:42 AM

صفقنا للحكومة عندما اقدمت على تنزيل اسعار المشتقات النفطية ، وصفقنا لها عندما بادرت للدخول بقوة على ملف البورصات العالمية لحماية مواطنيها.. وصفقنا لها في كثير من المواقف التي رأينا انها جادة من خلال هذه المواقف ، في خدمة البلاد والعباد ، ولكن للاسف عندما نرى اليوم الحكومة نفسها تتخلى عن جزء من دورها لحفنة من التجار ، وترك الناس وكأنهم الايتام على مائدة اللئام فاننا نستهجن هذا الموقف ونستغرب هذه السلبية التي تمارسها وزارات ومؤسسات حكومية معنية بحماية المواطن وامن المجتمع ، الذي قلنا اكثر من مرة انه جزء من منظومة الامن الوطني. ما حدث امس في عمان وفي كافة مدن الاردن وقراه ، من اختفاء متعمد للمحروقات نتيجة «حرد» معظم اصحاب محطات الوقود ، واتخاذ الحكومة موقف المتفرج ، يؤشر على خلل كبير في الامور.

لقد شاهد الناس امس مناظر كانوا يشاهدونها عبر الفضائيات ، عن دول متخلفة تسودها الفوضى ولم يخطر ببال احد ان يحدث هذا لدينا ، ونحن دولة المؤسسات والقانون.. هل من المعقول ان يترك الناس بين مخالب التجار ينهشونهم كيفما شاءوا ، والحكومة تتمنى على هؤلاء - لاحظ تتمنى - تنزيل الاسعار او توفير المواد الاستهلاكية للناس. في عرفنا المتمني لا يملك من امره شيئا ، ونحن نربأ بحكومتنا ان تكون لا تملك من الامر شيئا ، وهي الحكومة ذاتها التي سجلت خطوات ايجابية وملموسة تجاه الناس منذ عام.

المطلوب الان وفورا ، ان تستعيد المؤسسات الحكومية زمام المبادرة لحماية مواطنيها وامنهم ، وعدم الخضوع لابتزاز حفنة من التجار لا يراعون حق الله في الناس والوطن.. لقد سئمنا مناظر الوزراء على الشاشات وهم يناشدون هؤلاء التجار تنزيل اسعار السلع الاستهلاكية ، وها هي الامور تطورت اليوم لمناشدتهم توفير البضائع ، لا فقط تنزيل اسعارها.

احد الاصدقاء امس قال لي اني تخيلت نفسي وانا اشاهد السيارات المقطوعة من البنزين والباصات من الديزل على الطرق ، انني في الصومال او اي دولة من تلك الدول التي نسمع عن الاوضاع المزرية فيها ، والفوضى الطاغية على مؤسساتها.

نطالب الحكومة بان تسارع لاستعادة المبادرة واعادة الامور الى نصابها ، قبل ان يفلت الزمام وحينها لا فائدة من الندم ، وعليها ان تحافظ على شعبيتها التي كسبتها على مدار الشهور الماضية نتيجة شعور الناس انها ملتصقة بهمومهم وغير بعيد عنهم ، وانها تستحق التصفيق بالفعل وعدم دفع الناس الى الحنين الى الاحكام العرفية،،

( الدستور )





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :