تزهو عمان فرحا بقدوم قائد عربي نفخر بوجوده بين أهله ونسعد بلقائه ، ملك القلوب والإنسانية خادم الحرمين الشريفين ( أبو فهد ) ، الذي يشكل نموذجاً للإنسان العربي صاحب الكرامة والشهامة والأصالة تلك التي ورثناها عن رسول البشرية محمد صلى الله علية وسلم، وخاصة من خلال تقديمه لصورة رائعة في تقديم العون والمساعدة لأشقائه العرب وخاصة الأردن ، لهذه الدولة التي قدرها أن تكون في مواجهة العدو الصهيوني وان تحمل الهم العربي والإسلامي لتكون ارض الحشر والرباط وبالرغم من شح الموارد الاقتصادية والمالية والمائية .
فترى في خادم الحرمين الشريفين الصفات الرائعة في القيادة، والحكمة، والتبصّر، وعايشه من صغره إلى يومه هذا. ولذلك، فهو إنسان متحرّر من الجمود، ومن العصبيّة، وفيا كلّ الوفاء للصّداقات والعلاقات؛ فلم يُعرَف عنه، في حياته كلّها، أنّه غدر صديقاً، أو نقض عهداً، فهو رجل وعيٍ سياسيٍّ، والتزام خلقي ، الناس عنده في الحق، سواسية؛ فلا يناصر باطلاً، ولا يتعصّب لقوميّته. مناصر للعدالة، يميل الملك سلمان طبعاً، لا تطبّعا، إلى البساطة في العيش؛ فهو يرى نفسه دائماً بين البسطاء من الناس، لا يعرف الكبر، أو التعالي إلى قلبه طريقاً، طاهر النفس، متسام مع مكارم الأخلاق، يتعامل مع الآخرين بكل رحابة صدر؛ إن تحدّث أوجز، وإن قال فعل. سلوكه إحقاق الحق، ومناحرة الباطل. وهذه الخصائص الذاتيّة هي الّتي أهّلته لأن يتحمّل الدور الكبير الذي يقوم به الآن.
إن وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الأردن، والذي يأتي في ظل ظروف عالمية صعبة، والمحيط الملتهب والعاصف غير المستقر الذي ساهم في هجرات متعددة إلى الأردن وأخرها اللجوء السوري ، أثرت سلبا على الاقتصاد الأردني وساهمت في تبعية اقتصادية واجتماعية وأمنية تحتاج إلى وقوف الأشقاء العرب بجانبنا ،وبالتالي تؤكد القيادة السعودية نظرتهم الصائبة إلى تضامن الأمة والتكامل بين أقطارها وشعوبها، وحق أبنائها جميعا في مستقبل واعد، وهم يدركون أن المصير الذي يجمعهم مشترك، وأن الوشائج التي تعزز هذا المستقبل هي نفسها القواعد التي نستمدها من سماحة الإسلام، وصفاء العروبة، والدفاع عن الحق وكرامة الإنسان.
وبالتالي فان الظروف المحيطة تتطلب التعاون والتنسيق ما بين القيادة السعودية والأردنية لخطورة الملفات القادمة ، ونتمنى أن تحقق هذه الزيارة الملكية كافة أهدافها بما يساهم في تحقيق مصلحة الدولتين وبالتالي المساهمة والتأسيس لحالة جديدة من التضامن الحقيقي بين الأخوة هادفا يصب في تمكين أشقائكم في بلدكم الثاني الأردن، وهو المرابط في الدفاع عن الحقوق والمصالح العربية والبذل في سبيل رفعة أمتنا العربية والإسلامية، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقكم في مسيرة البناء والعطاء، وأن يجزيكم خيرا على ما بذلتم وتبذلون.
bsakarneh@yahoo.com