القمة: دور الأردن في إعادة إعمار المنطقةماجدة المعايطة
26-03-2017 01:34 PM
لا يمكن الحديث عن قمة عمان العربية قبل انعقادها، بدون التوقف عند ملاحظة أساسية وهي انها تأتي مسبوقة بقمتين جمعت ثلاثة أنظمة ملكية، الأردن والسعودية والمغرب، تمسك العالم العربي من مشارقه لمغاربه . هي إشارة الى واحدة من الحقائق السياسية التي باتت تعطي الخريطة الإقليمية لونها الذي كان اوشك ان يختفي: حقيقة أن النظام العربي (أو ما بقي منه)، بات يبحث عن عنصر الموثوقية الذي حافظت عليه الأنظمة الملكية في مواجهة العواصف الرملية التي سميت ب "الربيع العربي". وها هي قمة عمان أمام تحدي أن تستنفر الوجدان القومي بما لدى الانظمة الملكية من موثوقية مجرّبة. هذه التوصيفات الثقيلة لقمة عمّان، ليس مقصوداً بها حشد مفردات الأناشيد والتقريظ. ولا مبرر لاستخدامها إن لم تكن المعطيات على أرض الواقع تبرر الرهان العالي. فمن يدقق قليلاً في الأجواء والرسائل التي رافقت اللقاءات القيادية للملكيات الثلاث، الأردن والمغرب والسعودية، يستطيع أن يقرأ كيف احتفظت الأنظمة الملكية بموثوقيتها في الوجدان العربي، ولماذا الرهان على أن توافقها المسبق كفيل بأن يعيد للعمل العربية المشترك بعضاً مما أهدرته السنوات الماضية، ويلجم المزيد من التراجع الذي طال المعنويات القومية جراء ست سنوات من الحرائق المتنقلة والنزيف الدامي الذي ما زالت تغرق فيه المنطقة. ثلاثة محاور أو قضايا رئيسية نعتقد أن البيان الختامي للقمة سيتضمنها، باعتبارها برنامجا امميا تتقاطع فيه الاجندات الدولية والاقليمية، وستظل تتقاطع لسنوات عديدة قادمة: القضية الفلسطينية، و محاربة الإرهاب، وملف إعادة إعمار سورية والعراق في أعقاب هزيمة داعش بالموصل والرقة. في الأيام القليلة التي سبقت قمة عمان، عرضت أوروبا وكذلك الإدارة الأمريكية الجديدة لموضوع إعادة إعمار سورية والعراق، باستعدادات عالية للمساهمة المالية التي ربما تكفّر عن تقصيرهم، حتى لا نقول تواطؤهم، في إطالة أمد الماكنات العبثية التي طالت أخضر ويابس بلاد الشام وما بين النهرين، ولم تستثن ليبيا واليمن. إعادة إعمار بلاد الشام والعراق، استحقاق يُفترض أن نتجهز له في الأردن بما يستحقه من الجدية والموثوقية ، والابداع في الرؤية والادوات ، كونه كفيل بأن يحرر الاردن من العجز المالي والاقتصادي ،ويعيد تعريف الاستقلال الحقيقي برؤية معاصرة مستدامة. لكنه استعداد مفترض لما هو أكثر وأوسع وأعمق من الفرص الإنشائية الاقتصادية التي يتضمنها التعمير. فإعادة الإعمار تعني ايضاً إعادة بناء الانسان والمؤسسات المحلية والاقليمية ، بمكافحة العنف والتطرف والإرهاب في جذورها وتعريفاتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والمعاشية.
عام 1987 انعقدت في عمان قمة عربية تحت اسم "الوفاق والاتفاق". واليوم بعد عشرين سنة، تتجدد في الأردن قمة لنفس الأهداف التي ذابت خلال السنوات الماضية. لن نجازف اليوم ، برفع سقف التوقعات السياسية في ملفات فلسطين ومكافحة الارهاب لأنها ، كما هو واضح ، ستستغرق وقتا ليس بالقصير بوجود أجندات دولية واقليمية معظمها غير مقروء. لكن الذي نعرفه ولن يجادل فيه أحد هو استحقاق إعادة الإعمار في وقت لا يبدو انه بعيد. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة