في مقابلة اجراها موقع "هلا اخبار" مع المفكر العربي المعروف الدكتور محمد المسفر، دعا فيها ان يقوم مؤتمر القمة العربية بانشاء صندوق لدعم الاردن يكون تمويله اجباريا من الدول العربية. واشار الى ان بقاء الوضع الحالي كما هو سيعضم الخطر، وستكون المخاطر كبيرة ومصيرية على الدول الخليجية، واضاف اذا فتح الاردن حدوده الجنوبية للسماح للاجئين بالعبور جنوبا باتجاه منطقة الجزيرة والخليج، فكيف سيكون عليه حال تلك الدول ؟
وركز الدكتور المسفر على ان الاردن هو صلب "المشكلة العربية المعاصرة" وعلى العرب ان يوفروا له الحماية اللازمة والا فان "اختراق هذه الجبهة" سيكون وبالا على كل اقطار الجزيرة العربية والخليج. واضاف ان اي اختراق لهذه الجبهة الصامدة سيتيح للخطر ان يتمدد ليس الى كل بلدان الجزيرة العربية والخليج فقط بل الى مصر ايضا.
كل الشكر للمفكر الكبير الدكتور المسفر على قرع هذا الجرس الجرئ في زمن الذل والهوان والتراجع وانعدام القدرة على التفكير برؤية استراتيجية عميقة. فالاردن كان دوما في طليعة المدافعين عن الجزيرة العربية والخليج العربي على كافة الصعد ومنها الصعيد الامني، وبحكم التزاماته العربية والدولية كدولة قدم حماية دائمة للاشقاء دون منه وبلا مقابل فعلي، وعانى على مر السنوات من اوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية لا مثيل لها، ومع ذلك ظل وفيا للاشقاء ومتسقا مع متطلبات ان يكون دولة تقوم بواجباتها كما يحددها القانون الدولي دون انتظار الثمن..

لقد آن الاوان للامة ان توقف حالة التردي والانهيار الذي يتصاعد عاما بعد عام دون اتخاذ اجراءات ناجعة لوقفه. ان عناصر القوة الهائلة الموجودة في الامة مدعاة للقادة للتفكير والتدبر.. ان جبهة هائلة من القوة خلف هولاء القادة والمطلوب فقط قرار على مستوى القمة باستغلالها، لتبدأ بعدها ماكنة القوة والعزيمة في فعل المعجزات. فهناك اكثر من 400 مليون عربي فيهم العبقري والمبدع وجيوش من الخبراء والقادة في كافة جوانب الحياة، فالامة مملؤة بالخبرات البشرية التي تضاهي او تتفوق على ما لدى اية امة اخرى من خبرات.

والامة تعج بالموارد الطبيعية ومخزونات هائلة من النفط والغاز ومعين لا ينضب من البشر المتعلمين والخبراء وقادة الفكر ورجال الصناعة وفي كل جوانب الحياة الاخرى.

المطلوب فقط قرار استراتيجي باستغلالها، ومن ثم ادارة الحياة باستخدام معطيات العصر.
وكان الله بالعون.....