شارع الحلوى هذا طريق الحلوى
د. عائشة الخواجا الرازم
26-03-2017 11:35 AM
لا والله ... بل كانت هكذا
وكل شجيرة غرستها أمانة عمان مشكورة تم قتلها وإحراقها وإطلاق الأيدي المبيدة ضدها ... فتمنيت من الله أن يمنحنا القوة لنرعاها فقلت : أعبد طريق الناس البسطاء هؤلاء والأطفال إلى مدارسهم ويلعبون ... وأحولها حديقة ليقرأوا القصص وأقرأ عليهم ونرسم ...
وينظرون الشجرة ويعرضون علي أن يسقوا معي كل أسبوع ذاك البستان الغناء ... يقولون لي :
خالتو أم حسين ... إحنا كتير فرحانين ... ما عادت رجلينا تغطس في الزبالة والطين ...
شو نعمل معاكي ؟؟
فأقول لهم : فقط افرحوا ... واجلسوا هنا واقرأوا وحافظوا على المكان والجبل والخضرة وامرحوا في بيئة جميلة نظيفة ...
كل يوم في الصباح أنزل بعد صلاة الفجر أكنس الشارع بالمكنسة الخشنة بعد أن يلقي الجيران في البيت المقابل أكياس زبالتهم في وسط الشارع الجميل المعبد ... وبعد أن يلقوا بالسجائر والخبز الطري والطبايخ الرطبة المخلوطة مع البامبرز طبعاً وقطع والأسلاك والأخشاب ( لا أدري من أي مصدر يأتون بالأخشاب الممسمرة ) قطع لا تنتهي ... فكل يوم اقول في نفسي : يمكن تخلص بكرة !!! وأحملها وأجمع الأهوال وألقي أحياناً على أي رأس يطل متلصصاً من وراء الجدار تحية الصباح أو غيره !!!
يريد أن يستكشف ما أهداه في الصباح للأطفال في طريقهم إلى المدرسة ... الأطفال الأبرياء ... فأحتسب الأمر هامسة حسبي الله ونعم الوكيل ... لا أمل ... !!! فأعود وأهمس : لا بل الأمل بوجه الله !!!
أما الناس في الحي الجميل المسكين تحت منزلي وأطفالهم فكل لحظة يشاهدونني يلقون علي تحية الفرح باسمين ... عارضين الهمة والمساعدة ... والطيبة ... فأشكرهم ويروحون كل في طريقه !!!
أقول للتلاميذ الأحباب في الحي نفسه الواقع تحت منزلي ... حافظوا على طريق خطواتكم سهلة نظيفة ولا تلقوا بالنفايات في طريقكم كما يفعل هؤلاء الجيران ...فالشجر والظل متعة الطفولة لتفرحوا !!! فيقولوا لي : توقفنا عن التخريب وإلقاء النفايات وتقطيع الشجر وحرقه ... توقفنا ... عشان صار الحي أحلى !!! وكبرت الشجرات وصارت حلوة ولها ظل ... شكراً خالتو ...إحنا فرحانين بشارع الحلوى.