في العادة يذهب كثير من المحللين إلى قراءة المشهد من زوايا سلبية خصوصا فيما يتصل بالعلاقات العربية العربية ودائما الخلافات حاضرة.
في العلاقة الأردنية السعودية كان هناك دائما من لا يريد أن يراها قوية.. وهذا ما يفسر كم التحليلات والتكهنات التي سبقت
القمة التي ستسبق قمة العرب في الاردن ويترأسها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه الملك سلمان بن عبدالعزيز باعتبار أن هناك ملفات عالقة وان هناك لوم أردني في جانب مستوى العلاقة الاقتصادية.
تفترض أوساط عديدة أن الأردن لا يحصل على ما يستحق من دعم يقدر مواقفه وصبره ومعاناته ويعزز منعته في مواجهة التحديات.. لكن من جهة أخرى فإن التحالفات التي بنيت سياسية كانت أم اقتصادية مع دول الخليج والسعودية خصوصا تميزت على مدى العقد الماضي بالثبات والمرونة وهوامش متفق عليها من حرية الحركة.
الدعم الاقتصادي في صورته الراهنة هو مؤسسي دائم لا فك للتشابك فيه ولا تأثير لتغير وجهات النظر عليه..
نستطيع ان نقول انه بالفعل اصبح للعلاقة الإقتصادية الأردنية السعودية أقدام تمشي على الأرض تتمثل في الصندوق الإستثماري الذي توج بجملة من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم هو الشكل المطلوب لهذه العلاقة التي أصبحت مؤسسية لا تتأثر بالمتغيرات بل على العكس فقد ذهبت الى نوع من التكامل والفوائد المشتركة.
بهذا الشكل ومثله فإن العلاقة لا يجب أن تتوقف على منح مؤقتة أو عند مشاريع , فالاطار يكفل ديمومتها وتطورها وحمايتها موجود وهو محمي باتفاقيات واضحة ومحددة فيها التزامات من كلا الطرفين.
اليوم هناك المجلس التنسيقي وهو شكل لم يكن موجودا على مدى العلاقة بين البلدين وهو إطار عملي فاعل يتجاوز البروتوكول الذي يسود في العادة اجتماعات اللجان المشتركة ومع ذلك فلا تزال الشائعات تلاحقه خصوصا تلك التي ترفع سقف التوقعات أكثر من اللازم.
انشغال النخب في التحليل هو أمر صحي لكن شريطة أن لا يستحق النتائج ,ولا يخفى أن البعض لا يعجبه هذا التعمق وهذه المأسسة , وقد لا يعجب البعض هذه الهندسة وتلك العقول التي بنتها , لكنها بالتأكيد تعرف أن هذا هو الطريق الصحيح للعلاقة مع الشقيقة العربية السعودية.
عندما كتبت في مقال سابق عن تغيير أساليب الدعم كحالة عالمية والانتقال من المنح المجانية إلى مشاريع دائمة توفر فرص عمل وتساهم في التنمية لامني كثير من المتابعين باعتبار أن الأردن لن يستطيع في هذه المرحلة الاستغناء عن المنح والمساعدات وقلت في حينها ولا زلت أن الأردن يحتاج الى إستثمارات هادفة تتصف بالديمومة.. هذه هي الإستراتيجية الجديدة التي تحولت اليها دول الخليج وهي ما يحتاجه الأردن الذي يتعين عليه أن يكون مستعدا لمرحلة خالية من المساعدات والمنح... مرحلة سيكون الثابت فيها أن السماء لا تمطر دولارات.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي