منذ ثلاث سنوات زرعت الأمانة مشكورة مائة شجرة تحت منزلي في عبدون على سفح جبل كان مكرهة صحية وبيئية ومكباً للطمم والنفايات والزواحف الميتة والطيبة ( احياناً رائحة الزواحف أحسن من رائحة بعض الإنسان ) أقصد الإنسان القذر العاشق للتخريب وتبشيع وجه بلاده التي حباها الله طبيعة من فضله !!! ولم يتبق من المائة شجرة سوى عشرين شجرة أنقذتها وبكيت عليها واحتضنتها ورعيتها وسقيتها والتقطت حجارة الجبل وسنسلتها ولونتها حماية لها وتجميلاً لإطارها الأخضر !!! طبعاً مال عام ) ملايين يا ناس !!!
والأهم أن مائتي شجرة زرعتها الأمانة تحت مسجد دار السلام المجاور لمنزلي من الأعلى ويا ليتني كنت استطعت جماية الأشجار ... المهم اختفت الأشجار بعد شهر واحد وتمت سرقة المساند المعدنية جميعها ... وحينما حضر مهندسو الحدائق وصعقوا للمكان الأجرد الذي اضحى فراغاً قاحلاً ... بكى احد المهندسين الزراعيين في الامانة وقال : مال الناس ... يا ريتنا ما زرعنا !!! تكلفته كبيرة الشجر !!!
المهم كنت وبحمد الله دوماً أسعى لتنظيف الجبل والسهل واسهم بالتجريف والتنظيف وأحياناً اضطر للمكوث مع الجرافات حتى تنهي أعمالها فأعود من الجبل والسهل مصابة بنزيف من الأنف تراباً ودماً ... ولكن بعد أن اشاهد الناس تجلس في الفضاء الأخضر بدون ركام وطمم ونفايات وأرى اطفال الأحياء يرتعون ويلعبون وأمهاتهم يجلسن والشاي والاكواب وينظرن أولادهن بالطائرات الورقية ... كنت أنسى التعب واشعر بفرح وتتحسن صحتي بسرعة واهز رأسي قائلة لنفسي : عيوش حبيبتي ... الله يعطيكي العافية !!! شوفي يا حرام الناس مسخمين بدهم متنفس يفرحوا !! وربنا أعطاكي الهمة والصبر والإمكانية الصحية تتحملي ... معليش يا صديقتي كله مع الغسيل بسيل !!!
وإش لك بالطويلة ... تمضي السنون على هذا الحال ... ويستمر الفيلم ...