معركة الكرامة ذكرى لا تنسى
علي القيسي
25-03-2017 01:05 PM
هي معركة تاريخية خالدة وفاصلة بين تاريخين وزمنين،، ما قبل المعركة كانت نكسة 67 من القرن الماضي،، وهي الهزيمة او النكسة التي لم يكن الجندي العربي الاردني هو سببها،،، ولكنه كان الضحية بعد الاهمال واللامبالاة وعدم الاستعداد للحرب من قبل القيادة المصرية آنذاك،، حيث تم تدمير سلاح الجو المصري بالكامل بوقت قياسي من قبل اسرائيل،،
مما ساعد بشكل مباشر وخطير على سير المعارك على الجبهة الاردنية والسورية،،
ولكن لم تمض سنة على حرب 67،، حتى جاء الانتقام والثأر وعودة الكرامة الى امتنا العربية،،، وذلك بسواعد وارادة وشجاعة وبطولة الجيش العربي الباسل هذا الجيش المصطفوي،،، اعاد للامة العربية والاسلامية كرامتها في يوم الكرامة،، فكان يوما من ايام المجد والسؤدد والعز والكرامة،،
يوم استجابت به سماء الغور والاردن،،، سماء الله للتكبيرات المنطلقة من حناجر الرجال الابطال الشجعان مرددين،، الله اكبر،،، الله اكبر،، المنية ولا الدنية،، الموت ولا العار،، فكانت الاودية والجبال ومقامات الصحابة في الاغوار تردد الصدى ،، يالله يالله،، انصرنا على اليهود الصهاينة الغزاة الطغاة،، حيث تجاوز الظالمون المدى وحق الجهاد وحق الفداء،،
وهناك نداءات التوجيه المعنوي ينطلق عبر الاثير ؛
يا جند الله يا جند محمد ويا جند الحسين هبًوا هبة الاسود،، وازأروا كالأسود في وجه الغزاة الطغاة قتلة الرسل والانبياء،،
هذا هو يومكم فأنتم مشاريع شهداء،، هذا هو يومكم يا اردنيين يا احفاد خالد وجعفر وزيد وشرحبيل،،،
المدفعية السادسة الاردنية 155 المنصوبة في الجبال المطلة على ارض المعركة تقول كلمتها حمم،، جهنم،، براكين،، زلازل،، المدفعية الثقيلة تصب جام غضبها على المحتلين تدمر جسورهم ودباباتهم والياتهم التي تحاول عبور النهر الخالد،،هنا تم تشتيت تجمعات الاعداء انها تمزقهم اربا اربا،،
المعركة في ساعاتها الاولى،، والدبابات،، الدروع الاردنية عليها اسود لا يعرفون الخوف،، لا يعرفون الا كلمتين النصر او الشهادة،،،
المشاة ينتشرون في الوديان وعلى السفوح عيونهم كالجمر يترقبون تقدم العدو الصهيوني ويمطرونه بأسلحتهم المتوسطة والثقيلة،،، المعركة تستمر لا تتوقف على مدار الساعة،،وغبار المعركة بحجب اشعة الشمس،،، والعدو يتقهقر شيئا فشيئا،، صرخات الضباط والجنود الصهاينة تسمع عن قرب،، يصرخون يبكون يقولون عبر اللاسلكي،، انها جهنم انها جهنم،، يستغيثون قياداتهم ان اوقفوا نار جهنم التي اشعلها الجيش الاردني،،، احد ضباط العدو اعترف بعد المعركة لوسائل الاعلام،، لم ار في حياتي حربا كهذه الحرب التي فاجأنا بها الأردنيون،، انها جهنم،
وفي المساء يطلب العدو من الامم المتحدة ومجلس الامن وقف اطلاق النار ، انه الاستسلام نعم الاستسلام استسلم الجيش الذي قيل عنه انه لا يقهر سقطت ورقة التين،، تعرى العدو،، افتضح امره ها هو يطلب وقفا لإطلاق النار،، انها الهزيمة النكراء،، التي مني بها الجيش الذي لا يقهر،،،، الجيش الاردني قادر على قهر كل الاعداء،، قهر الصهاينة في 68 وقهر الارهاب،، وقهر المستحيل وها هو الاردن يواجه طوقا من النار حوله وعلى حدوده،، ولا يخشاه،، ارفع رأسك فانت اردني،، صدقت يا جلالة الملك يا سيدنا،، وقائدنا نعم رؤوسنا ستبقى مرفوعة وعالية وقاماتنا سامقة،، وكرامتنا فوق كل الكرامات،، نعم الاردن اولا وعندما يكون الاردن الاول تكون العروبة والاسلام مختزلة في هذا الطود الشامخ انه الاردن اردن العروبة والاسلام ارض الحشد والرباط،،، اردن الهاشميين والاردنيين وكل العرب،