سعد الدين العثماني ورئاسة الحكومة المغربيةد.فايز الربيع
25-03-2017 12:18 PM
تربطني بالمغرب علاقة خاصة ، حيث خدمت في فترة مبكرة في المغرب في عام ( 77 ) مستشاراً في السفارة الأردنية في المغرب . في أول مؤتمر عقده منتدى الوسطية للفكر والثقافة في مطلع هذا القرن وكنت مسؤولاً عن المؤتمر ودعواته ، دعوت مجموعة من المفكرين كان من بينهم الدكتور سعد الدين العثماني ، وتوطدت العلاقة معه ، وعندما كنت في المكتب التنفيذي لحزب الوسط الإسلامي قمنا بزيارة للمغرب ، كان العثماني يومها أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية المغربي ، وعقدنا اتفاقية تعاون مع الحزب وقعها العثماني . الدكتور العثماني طبيب نفسي ، ولكنني أعده من المفكرين الإسلاميين المستنيرين ، قدم في الأردن من خلال المنتدى العالمي للوسطية ، الذي اسهمت في تأسيسه ، ومن خلال مركز القدس للدراسات مجموعة من الأبحاث المستنيرة عن ما يسمى ( الإسلام السياسي ) وأهتم بدراسة التراث الفقهي السياسي ، واستخرج منه كنوزاً من الأفكار الجديدة في الطرح ، والتفسيرات التي أضافت إضافة نوعية الى هذا النوع من الدراسات ، والتقيت معه في الرياض في ندوة مركز دراسات الملك فيصل في نفس السياق من الأبحاث . اليوم تم تكليفه بتشكيل الحكومة المغربية الجديدة ، وكان قد خدم وزيراً للخارجية في الحكومة السابقة ، وبما يملك من رؤيا انفتاحيه ومن دماثة الخلق وابتسامته التي لا تفارقه ، وفهمه للمعادلات الدولية والإقليمية ، وقناعته بالتعايش مع الآخر المختلف فكرياً ومنهجيته ضمن الجوامع المشتركة يحظى باحترام القوى السياسية القائمة على النظام الحزبي ، وتكليف أكثر الأحزاب حضوراً في البرلمان ، بتشكيل الحكومة ، تجربة تدعو الى نمو العمل الحزبي . لا يستطيع حزب واحد أن يحكم ، فالتشاركية ، وتكامل وجهات النظر وشعور القوى الفاعلة من الأحزاب ومؤسسات المجتمع الوطني ، إنها معنية بإيجاد الحلول لمشاكل البلاد ، وتحمل المسؤولية في قيادة السلطة التنفيذية والتشريعية ، وهو ما تنادي به كثير من القوى ، بما يطلق عليه حكومة الإنقاذ الوطني ، التي تمثل التيارات السياسية والقوى الفاعلة في المجتمع .
في المغرب يعرف شكل الحكومة بعد الانتخابات ، من خلال الحزب الفائز وأنا على يقين أن الدكتور العثماني قادر على تشكيل الحكومة الجديدة ، والانفتاح على كل الأقطار العربية ، وللأردن ، بالعلاقة التي تربط جلالة الملك عبدالله الثاني بالعاهل المغربي ، وبما يختزنه العثماني من علاقة حب للأردن ، ستكون مفتاحاً لتطوير أكثر للعلاقة الأردنية المغربية على كل المستويات ، والمغاربة شعب أصيل ومحب للأمة العربية ، وللقضية الفلسطينية مكانه هامة في السياسة المغربية ولدى الشعب المغربي ، نتمنى لهم كل استقرار ونجاح . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة