المتأمل لما آلت إليه القيم الإنسانية لا يجد لها قيمة فقد ضاعت حقيقتها وأهدافها، وشوهت صورتها ومعالمها، وأختُـزل معناها وجوهرها، وغابت ثمارها عن أمام شعارات جوفاء تدعو الى الإخاء الإنساني والعيش المشترك وسط بحر من الفوضى ومستنقعات من الدماء.
إن إدراكنا وإيماننا بمعنى الحياة يجعلنا أكثر قوة في إندفاعنا لتحقيق قيم الانسانية الحقيقية لنعالج بها واقعا يعيشه الشباب قلقاً واكتئاباً وتنافراً واضطراباً في تجمعات صغيرة لم نعي بعد أنها أصبحت كتل سرطانية صغيرة في المجتمع تهدف الى تنمية التناحر والتحريض ضد الغير حتى أصبح كل فرد ينظر الى من يختلف عنه في الفكر أو الدين أو اللون كعدو مفترض.
لا أؤمن بأن هناك إنسان عدو.. لأن الإنسانية لا تتوازى مع العدوانية .. لكن الفقر الفكري والمعيشي والنقص في ذلك الإنسان يدفع بخصلة النفس السوداء للنمو والتكاثر لتنتقل العدوى الى من حوله فتصبح مبادىء تؤمن بها مجموعات متناثرة ما تلبث إلا بأن تنقلها الى باقي أفراد المجتمع لتسود الكراهية في نهاية المطاف ويصبح كل فرد منها عدو شرس مع كل من حوله.
ان وضع الأهداف لكل شاب في بداية حياته والسعي الطموح لتحقيقها من أفضل الخطوات للوصول الى طمأنينة النفس والدرعٍ الحصين الذي يمكّنك من حماية نفسك من غوغائيتها ومن عدوى مفاهيم تحض على نبذ الاخرين وبناء منارات العنف والكراهية والسيطرة على قوتك أمام كل الأعداء.
القوة تحتل الجزء الأكبر من قلوبنا ، وللنفوس المتهالكة متعة في أن يتكاثر الأعداء حولنا ، لتنمو تلك القوة و تصبح مدمرة لكل من حاول تحطيم شغفنا في الحياة فإن لم يكن هناك شغف في استمرار الحياة وقوة و إصرار على الوصول الى أهدافنا فلن يكون هناك أي نوع من أنواع الحياة .
الجمال يكمن في تحقيق الذات على هذه الأرض .. ليصبح كوكب يستحق العيش عليه .