فارس بني مكتوم يغير بوصلة دبي نحو العالم
د. عماد عزوقة
23-03-2017 03:03 PM
قطاع الطيران الإماراتي يقلق مضاجع نظرائه في الغرب
أن تكون إنساناً فهو أمر سهل، أما أن تكون حاكماً حكيماً فهو أمر صعب، ولكن الأبداع أن تكون حكماً إنساناً... الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لقد سبق أن شاهدناه في مضمار سباق الخيل والقدوة كفارس من فرسان العرب، وشاهدناه إدارياً بكفاءة عالية جداً، وأباً لكل المواطنين يحيط بعنايته وعطفه على أولاد شعبه كأريج الزهور.
حتى في مجال الإبداع فقد خطى خطوات سريعة ونافذة، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو الفنان الرسام الذي أثبت أن فرشاته في رسم دبي قد فاقت كل المقاييس، هذا المبدع رسم أحلى لوحة فنية عن دبي حيث أظهر ملامحها الراقية، وفي أحلى حِلّلها.
رجل محقق أحلام العرب (شعباً وليس حكومات) من خلال إنجازاته في المجالات الإنمائية، فقد كان أول من أخذ من فم الأسد الكثيرمن النشاطات الإقتصادية من خلال تنظيم معرض التجارة الاكسبو 2020، واستطاع سحب العديد من المؤتمرات الدولية على الأصعد التجارية والصحية والاقتصادية، التي كانت اولويتها في أوروبا لتتحول البوصلة نحو دبي فقط، وتصبح مدينة عالمية بكل المواصفات.
وليس هذا فحسب بل بحث في سبل عديدة ليعرف مكامن تطوير كافة القطاعات الإماراتية، وتنشيطها ليس على الصعيد المحلي أو العربي بل العالمي، فبعد العديد من الإنجازات الاقتصادية توجه اهتمامه الى الفضاء... كأنه نظر ملياً ليحول سماء الإمارات الى سماء عالمية أيضاً.
الطيران العالمي
لقد أصبحت الناقلات الوطنية الجوية لدول الخليج العربي بالاخص طيران الإمارات والإتحاد من أفضل الخطوط الجوية في العالم، وذلك بجهد القائمين عليها. حيث أنها غدت كابوساً دائماً لطيران أوروبا والغرب، وطبقاً للمثل العربي القائل "الخيل من خياله" فلا عجب أن فارس من فرسان الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يتابع شخصياً أدق التفاصيل في رعاية وتطوير الخطوط الجوية الوطنية في بلده التي تجسّدت في رؤيته الثاقبة، ومن قبله والده الشيخ راشد بن سعيد، الذين قررا تحويل دبي الى مرتبة كبريات الدول العالمية لتصبح مطارات الدولة وفنادقها وأسواقها ومستشفياتها وجامعاتها من الأفخم على مستوى العالم، وتم العمل على هذه الخطوة باتقان وجدّية، وتطور مجال الطيران خلال السنوات الأخيرة ليكون من أهم المؤسسات في الإمارات والعالم. وليس هذا فحسب بل فقد حازت "طيران الإمارات" على جائزة "أفضل ناقل عالمي" لعام 2013. والعمل على التطوير لا يزال مستمراً لتبقى قبلة المسافرين الى كل اتجاهات العالم.
واتجاه هذا الوضع الإيجابي الذي وصل إليه قطاع الطيران الإماراتي سارعت العديد من شركات الطيران في الغرب نحو حكوماتها باكية، تستجديها للتدخل للحد من هذا التوسّع الذي وصل إليه قطاع الطيران في الإمارات، لكي لا تكون منافس قوي لهم ما يشكّل خسارة لهذه الشركات الغربية أمام تمدد طيران الإمارات.
وليس هذا فحسب، بل أن إجراءات أعلنتها أميركا وبريطانيا لحظر نقل أجهزت الكمبيوتر والكاميرات المحملة على الطائرات الوافدة من الشرق الأوسط خصوصا طيران الخليج والإتحاد والإمارات. وليس هذا المنع سوى حجة للمضايقة والتضييق على هذه الشركات. أذ ان ردات الفعل التي تطلبها أميركا وبريطانيا الموجهة (ليس خوفا او مراعاة لأمن المسافر) هي إجراءات تعسفية للحد من نجاح قطاع الطيران الإماراتي والعمل لصالح طيرانهم.
وفي سباق آخر وتأكيدا على تطور هذا القطاع، فقد بلغ عدد العاملين في مجموعة الامارات للطيران أكثر من 25 ألف موظف من أكثر من 125 دولة في العالم، وبذلك أصبحت من كبريات شركات التوظيف في العالم.
وبات قطاع الطيران في الإمارات العربية المتحدة يزخر بالنجاحات المتواصلة بشكل تصاعدي.
وقد ظهرت هذه النجاحات من خلال المؤتمرات والمعارض التي تنظمها لتبيّن للعالم انجازاتها، وآخرها كان الإحتفالية التي نظمتها الهيئة العامة للطيران المدني في 5 أكتوبر، وأطلقت عليه "يوم الطيران في دولة الإمارات للعام الثالث على التوالي"، ويصادف هذا التاريخ ذكرى هبوط أول طائرة في مطار إماراتي يوم 5 أكتوبر 1932 في مطار المحطّة بإمارة الشارقة، وكانت تابعة للخطوط الإمبراطورية البريطانية وقادمةً من مدينة جاودر في باكستان.
سلّطت هذه الإحتفالية الضوء على إنجازات الهيئة المميزة في القطاع ومواكبة أحدث التطورات والابتكارات فيه وتعميم معايير السلامة وكفاءة التشغيل في مجال النقل الجوي بعد أن تألقت من موقعها كهمزة وصل بين الشرق والغرب ومركز عالمي للسياحة والأعمال في إرساء إرث غني من النجاحات ضمن قطاع الطيران الحديث في عالم اليوم.
ويبقى قطاع الطيران في الإمارات الرائد وتأكيداً على ذلك ما أكده سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في دبي رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أكد أن "الطيران في الإمارات يعتبر من المكونات الاستراتيجية الداعمة للنمو الاقتصادي وقد عملت الرؤية الحكيمة لقيادتنا على إرساء أسس البنية التحتية السليمة والأنظمة والاستثمارات المناسبة لتوفير المنتجات المبتكرة وتجربة العملاء المتميزة وكلها عناصر تساهم معاً في بناء مركز عالمي مرموق للطيران".