لا تستطيع تسمية قمة عمان «بالعروبة الجديدة» فالعروبة كما صنعتها الديكتاتوريات العربية طيلة ثلاثة ارباع القرن، تعاملت مع الانظمة السياسية ولم تتعامل مطلقاً مع الاوطان، منذ النكبة الاولى في فلسطين الى النكبات التي نشهدها على خارطة الوطن الكبير.
لقد علمت الديكتاتوريات أن الوحدة العربية يمكن ان تكون بين أي قطرين واحد في افريقيا وآخر في آسيا، لكن وحدة أي قطرين متجاورين متجانسين في الهلال الخصيب ان هو الا سوريا الكبرى عنوان الخيانة!! وحتى حين قامت الثورة في سوريا على الانفصال، وتبعتها بعد أقل من شهر الثورة في العراق كان الشرط الحاسم هو عدم وحدة سوريا والعراق، وانما العودة الى وحدة مصر وسوريا وضم العراق الى مباحثات الوحدة!! وحين نشرت «الأهرام» فضائح لغة مباحثات الوحدة لم تتغير الصورة.. وحين نجح البعثيون في السيطرة على الحكم في سوريا والعراق، اكتشف البعثيون انهم أثنان وليسوا واحداً، وضعوا لأنفسهم نمطاً عجيباً من العداء، وقد ساهم الحسين رحمه الله في ايجاد ارضية لوحدة عمل بعث سوريا وبعث العراق في قاعدة الجفر الجوية في جنوب الاردن، لكن المساهمة كانت عبثاً، لأن العروبة، والوحدة، والاشتراكية والرسالة الخالدة كانت زاد النظام المعادي للأمة!.
نحن في الاردن تعاملنا مع «العروبة القديمة» عروبة الحسين بن علي، وعبدالله، وفيصل، وزيد.. عروبة الذين ثاروا على التخلف العثماني، وقاتلوا لتحرير منطقة تمتد من بطاح مكة الى نصيبين في شمال.. أقصى شمال سوريا.
- أتحالفنا مع حلفاء الحرب العالمية الأولى.
- نعم وضمن مراسلات خطية تُوثّق لوطن العرب في آسيا بالتفصيل الدقيق وليس ذنب الشيخ انه سيواجه مؤامرة وعد بلفور وتجزئة سايكس-بيكو. وحين قرر ان يدفع الثمن ذهب الى منفاه خارج الوطن.. رافضاً كل شيء.
«بالعروبة القديمة» بنى فيصل مملكة العراق الحديث وبني عبدالله المملكة الاردنية الهاشمية، وتغيّرت الاحوال وانهارت الديكتاتوريات الى حد انهيار الكيان السياسي، وسيادة عهد التمزق الطائفي والعرقي، والتذابح الداخلي، واختفاء كيانات سياسية بالكامل، وهجرة ملايين الناس من بيوتهم، ومن وطنهم، وصار في دمشق دمشق المفيدة وصارت غوطتها منذورة للدمار ولطيران القوى الكبرى، وميليشيات عملاء القوى الاقليمية!!.
«العروبة القديمة» ما تزال هنا في الاردن، وما تزال تناضل من اجل اعادتها الى عقول وقلوب العرب.. اصحاب الرسالة الخالدة.
الرأي