الربيع يطل علينا ومعه صخب الاعياد رغم ثقل وعنف الحياة. انها اعياد للاحتفال بالحياة والولادة والنصر. من عيد الام الى نصر الكرامة، اعياد تزرع البهجة والامل والحب في الوجد والنفوس.
وتأخذنا الى مساحة ارحب في عشق الحياة. اعياد تتزاوج بها طقوس الاحتفال ما بين : الخاص والعام « الوطني «.
فما أجمل الاعياد التي تتفنن في اكتشاف حب الوطن والحياة، احتفال بالنصر والحياة الولادة. يطل علينا عيد الام ومعه دعاوى الامهات ودموعهن المنهالة على فراق الشهداء الابناء والاخوة ورفاق الدرب والدم. حيث يختلط الاحتفال بمن دخلوا الجنة ومن ينتظرون في الطريق للعبور اليها.
في عيد الام، فان امهات الشهداء هن أكثر معاناة في مدى فرحهن المخلوط بالحزن الابدي على الشهداء الراحلين. أولئك الشهداء من لا تفارق صورهم جدران الذاكرة، حيث الاحساس الوطني والانساني الحقيقي بالامومة والولادة والشهادة.
الشهداء اولئك من رموا باجسادهم فداء وتضحية من اجل الوطن وحفاظا على كرامة الاخرين من أبناء الوطن، وليبقوا سائرين من ورائهم على عيش نبيل وقويم. واولئك من اغتالتهم ايدي غريبة مجرمة انهت حياتهم طمعا في تحقيق خراب وفساد على ارض الوطن.
كل عام، ودورة الشهادة لا تنقطع، وكل عام والامهات الاردنيات يلدن شهداء وابطالا يزينون عروش الوطن الغالي. فالشهادة تعيش وتعيش ورمزها لا ينقطع في وجدان الاردنيين ما دامت الامهات الحرات يلدن ابطالا للتضحيات.
عيد الام في كل بلاد العالم له قداسة وطنية، ولكنه يبقى في الاردن احتفالا بالوطن والحياة معا، ودخول في كل عيد في دورات انتاج الحياة وحب الوطن الازليين.
(الدستور)